فكرة ارتباط! - سنان باشا
أجل، أحبك وتحبني، أشتاقُكَ وتشتاقُني لا نصبرُ يومينَ دونَ لقاءَ ولا نطيقُ ساعةً دون حديث، أعرف هذا جيداً، ولكن قل لي: هل الحياة قبل الارتباط تشبه الحياة بعده؟ وهل يكفي الحب للعيشِ بسعادة، وهل ستتحطّم معوقات الحياة على صخرة المشاعر هذه؟ أسئلةٌ أُوجهها إليك؛ ففكر يا عزيزي قبل أن تجيب. استَشرْ من تثق بهم واسأل أهل التجارب، ثم ضع كافة الاحتمالات نصب عينيك. انظر نظرة حكيم، لا تغرنّك أحلامكَ ولا تركن إلى عاطفتك، ولا تصنع من رغبتك قيوداً تأسرك، ولا تُسلّم رقبةَ مستقبلك لسيفِ تسرّعك، ولا تنسَ زمنَ الركود، الزّمن الذي يفرضُ فيه الواقع سيطرته؛ فتتوارى الأحلام خلف وطأة بشاعته، الزمن الذي تطفو فيه أشياءٌ كثيرةٌ على السطح، فتُفتّشَ عن الحبّ فلا تجده، وإن وُجدَ فلا هو بدافعٍ عنك همّاً ولا بجالبٍ إليكَ رغيف خبز! لا يُحلّقُ الطيرُ عالياً بجناحٍ واحد، ولا يتحققُ النجاح بالرغبة وحدها، ولا يُضاءُ ليلُ المدينةِ بشمعة، ولا تسهُلُ الحياة لأننا -فقط- نُحب. المستقبل بيد الله نعم، والرضى أمرٌ واجبٌ نعم، ولكن التفكير مشروع، والتخطيطُ لمستقبلك من العمل بالأسباب. هذا ليس تراجعاً عن الاشتياقِ ولا إعلاناً للتمردِ ولا قتلاً للحبِّ ولا تنكُّراً للأيام الجميلة. إنّ اجتماعنا تحتَ سقفٍ واحدٍ هو أمنيتي الكبرى، ولكنني قلتُ ما قلته حتى لا يتحوّلَ هذا الحبّ العظيم إلى مأساة أعظم، بسبب التسرّعِ وقلة الوعي وعدم الفهم الكافي لما هو قادم. أنا على العهدِ باقيةٌ وعلى قيدِ الحبّ ما حييت، فانظر أمركَ وفكّر مراراً، ثم أبلغني إذا ما كنتَ باقياً على فكرة الارتباط!
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقا لتشجيعنا على الاستمرار...