الغول
فلسطين لن تتحرر إلا من فوهة بندقية
كثيرا ما يثير هذا الاقتباس مواطن للجدل بين ما يسمى طبقة المثقفين على أساس غير إسلامي، زاعمين أن هذا نوع من التخلف، وأنه ضد التعايش السلمي، وأن فلسطين لن تتحرر إلا بالعلم متغافلا عن أن العلم أثر من آثار إلايمان، وأن أول هذا الدين أمرا بالقراءة وهي مفتاح العلم، فحتما ستجد من يفصل العلم عن الإيمان كمن يفصل السياسة عن الدين وهذا خطأ وقصر نظر بل وخلل في التفكير وحيادة عن منهج الإسلام، فالقائل لا يدرك أن الدين قائم على ساق العلم، والسياسة جزء من الدين فهو يضبطها على أساس المصلحة الدنيوية والأخروية.
قرأت في أدب السجون لمناضلين أذاقوا بني صهيون ويلات العذاب والذل والهوان كمروان البرغوثي، وعبدالله البرغوثي، وحسن سلامة، وأحمد ياسين فوجدت أن ما يجمعهم: عزة الإسلام وثبات العقيدة والمبدأ و توق إلى الحريةرغم القيود والأغلال، فالقوة والإرادة أمران محلهما القلب لا الجسد، والقلب لا يمكن أسره دون إذن صاحبه. ثم بدأت سلم العلم فكان أول ما بدأت به شرح معارج العلوم وأنيس المتعبد لمحمد الأسطل وهو محتوى مرئي متاح في اليوتيوب ومتاح إلكترونيا، فوجدت منهجا قائما على أسس وثيقة وصحيحة تفيد كل من سار على طريق العلم والعبادة.
ثم دخلت التلجرام فوجدت من القنوات المفيدة الشيء الكثير، ومع استمرار الحرب على غزة خف النشر فيها، إلى أن أرسلت رسائل مفادها الدعاء إن استشهد الناشر، فكانت أغلب القنوات لأهل غزة! ثم أردت ضبط المصحف والتلاوة فكان هناك "صفوة الحفاظ" فوجدت مرادي عند أهل العلم من غزة!
فما سلكت مسلكا للعلم وإلا وأهل غزة قد سبقونا إليه علما وعملا فنحن نأخذ علمنا منهم، ثم يقول قائل لن تتحرر فلسطين إلا بالعلم وليس بالبندقية؟! أي جهل في هذا؟! لقد جمعوا بين العلم والعمل وهذا أرفع الدرجات، ولكننا لا نعلم، وإذا علمنا قليلاً ما نعمل، والله المستعان.
وهل البندقية التي يقاتل بها إلا صناعة محلية باسم شهيدٍ حرٍ دُفن جسده وخلد اسمه وأثره بدم طاهر، فأحيا أمةً من بعده. وما ذلك إلا لتكون كلمة الله هي العليا، ألا فليخافنّ غضب الله من خذلهم. فالصهاينة قد أبادلوا وقَتلوا وارتكبوا المجازر ولا يردهم عن طغيانهم إلا حد سيف أو فوهة بندقية.
فاللهم انصر أهل غزة على من عاداهم.
منشور من العدد 42 لمجلة منشورات الواحة
Instagram: manshurat_alwaha
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقا لتشجيعنا على الاستمرار...