النّظرات في أفقِ الكتابة - فكري محمد خالد
تضيقُ بعضُ النّظرات في أفقِ الكتابة ويقتصِر إبداعهم على قَضايا محدودة، فهم يُغيِرون في حدود مُستقنعة للحدْس والتّجربة الشّخصية، ما يعدّ من الأمور السلبيّة على الكتَّاب من حيث التّفكير وفيما يتعلّق بالإدراك الشّامل لأفكارهم.
تَدعو عمليّة الكتابة إلى إبداع وتفكير، ولن تأتي الأفكار بالوقت المَحدود والضيّق، فعلى الكاتب أن يظهر حُضورَه في كلّ مكان، وأن يُبدي رأيه ويعبّر عن إعجابه ويقدّم النّقد أيضًا، ويأتي المَعنى الشّامل لكل ذلك من خلال الاطّلاع على كلّ ما هو جديد وتوضيح وجهات النظر المختلفة.
بالنّظر إلى مُعاناة الناس واستِيعابها، يمكن للكاتب أن يجلبَها إلى قالب أدبي راقٍ.
فالأدب ليس مجرّد أداة للتّسلية، بل هو وسيلة للتّواصل والتأمّل في تجارب الحياة، ومن خلال هذه المقالة الأدبية، نحاول تَجسيد هذه الفكرَة وتَحقيق التّواصل بين الكاتب والقارئ.
كتاباتك تَستَدعي القدرة على التّخيّل والتّفكير النّقدي، عبّر عن أفكارك بشَغف، واختَر الكلمات بعناية لتُصوّر للقارئ أفكارك بشكلٍ واضح، استخدِم الأسلوب الأدبي في تنظيمِ الأفكار وتداخلها بحيث يتشكل المقال الأدبي كتُحفةٍ فنيّة.
إنّك بحاجة إلى التّوغُّل في عمقِ التّفاصيل والحالات الإنسانية، يجب أن تلتقطَ العواطف والتّجارب الشّخصيّة وتَنسُجَها في نسيجِ الكلمات.
إنّ تَحويلَ المُعاناة البَشريّة إلى كلمات مُؤثّرة يمكنه أن يلتقطَ قلوب القراء ويُثير اهتمامهم.
قُم بتَنظيمِ وصَقلِ ومُراجعةِ كتاباتك بعنايَة وتعديل الهيكل العام والأفكار والتّرتيب العقلي، استخدِم تقنيات الكتابة المختلفة مثل استخدام الصّور البديعَة والأمثال والرّوابط اللّافتة للنّظر لتَحسين قوّتها الجمالية وتأثيرها على القارئ.
عزيزي الكاتب، لتَحقيق الشُّمولية في كتابتِك وتحويلها إلى أدب، عليك أن تتنقّل بحريّة في عوالم الأفكار والمشاعر، وتعكِس تجارب الحياة باللّغة الجميلة التي يَتطلّبها الأدب، لا تخفْ من الابتِكار والتّجربة، اجعل من قصّة البشَريّة وأحداثها مَصدرَ إلهامٍ لك.
* منشور من العدد 39 لمجلة منشورات الواحة
Instagram: manshurat_alwaha
*تدقيق لغوي: بليغ الطيار
Instagram: baligh_tayar
*فكري محمد الخالد
Instagram: fikri_alkhaled
الحمدي
ردحذف