عامل الزمن في بناء الحضارات - محمد بن أمين الورافي
إن ساعة النهاية في التاريخ تختلط قيمة الوقت بشهوة المحافظة على الصمود، إذ لا يمكن المدافعة لقيام الحضارة بعيدا عن المحافظة على الزمن، المال والثروة البشرية لا يمكن قيام الحضارة بهما بعيدا عن الزمن.
في لحظة ما سيعود الإنسان إلى ماضيه، ويشعر أن حياته كلها ما هي برهة، أو كأنه ورقة سقطت من شجرة أصلها ثابت، فيتصل الماضي بالحاضر، فيتوقف الإنسان يحاكي نفسه، فلا يستطيع أن يعبر للمستقبل ولا يستطيع التوقف في الحاضر، ولا أمل له بالعودة إلى الماضي، ليس هذا وحسب بل لن يستطيع رتق الخروق التي تركها، ولن يقدر على أن يرفأ فتوقها أو يتدارك جرائرها.
قافلة الحياة تسير بسرعة، فلا تتوقف عند تعثر مجتمع، ولا تتأخر لموت نبي مرسل ولا قائد ملهم، ولا تتراجع لأجل فقير معدم، والمُلهم المؤيد من يعرف وجهته فيسر مع القافلة حيث توجهت ولا يجعلها تسير معه حيث يريد.
أحد عناصر بناء الحضارة ودعائم أركانه؛ الزمن؛ به يتستطيع الفرد استغلال المادة لبناء الأمم، فلم تنشأ الحضارة الإسلامية وتسود على الحضارات إلا بالإهتمام بالعامل الزمني.
إن أشقى بلاد الله هي البلاد التي لا قيمة للزمن فيها، ومن لا يعطي الزمن مكانه في بناء الحضارة، لم يكن ذلك إلا ضربا راقيا من التدني الحضاري، وإن لبس دعاتها لباس التحضر والمدنية.
منشور من العدد 41 لمجلة منشورات الواحة
Instagram: m
anshurat_alwaha
كلام جميل يااستاذ محمد
ردحذفالزمن عنصر اساسي لايمكن تجاهله فجميع المعادلات العلميه يكون الزمن جزء منها فأي تأثير على قيمة الزمن تتغير جميع نتائج الحل وهذه المعادلات هي التي تفسر جميع الظواهر والمتغيرات المحيطه بلانسان