وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة - رنا أحمد

كثير ما نردد تلك المقولة الشهيرة وبالتحديد النساء حين يدخلن في نقاش حاد مع الرجال، بارزين بتلك المقولة فضلهنّ العظيم للرجال.

ولكن هل كل الرجال عظماء وهل جميع النساء عظيمات؟!

هل من الجائز أن هذه المقولة الشهيرة للجميع على حدٍ سواء؟

أنا لا أظن ذلك لأن العظمة تأتي من التضحية والتضحية تأتي من الإخلاص والإخلاص يأتي من الحب.

في زمن كثر فيه التزيّف والتكاسل عن المسؤولية لا أستطيع أن أقول لكل إمرأة أنتِ عظيمة وزوجك من مؤكد عظيم! أين العظمة أنا لا أراها؟!

هنالك نساء يتذمرن من تربية الأطفال وإهمالهم، ولكي لا أكون ظالمة، أغلب النساء قد لا ينجحن في التربية السوّية لطفل، قد يكون من البيئة أو من المعاملة المحيطة لطفل لكن هذا ليس عائقاً بالتحدي لها لكي تحاول وتضحي من أجل خلق جو عائلي سوي ومتزن.

في نظري عظمة المرأة تكمن في مدى إدارتها لحياتها في كافة النواحي...

فالابنة تُجمّل بالأخلاق الإسلامية وتصنع من نفسها نموذج للعلم والمعرفة والدين والثقافة.

وأما الأم فهي بما تربي أولادها وبما تقوّم فيهم من قيّم ومبادئ.

والزوجة فهي ما بما تبث للبيت من روح الألفة والسكينة.

 وكذلك الرجل!

لا ينجح الرجل في حياته العملية إلا إذا كان مستقر في حياته العائلية وهذا نظرتي للنجاح والعظمة، فعندما يعود الرجل مرتشياً بإنجازاته يدخل البيت ويبدأ في وظيفته الأساسية سواءً كأب، ابن، أو زوج...

الأب يصبح عظيماً في كل مرة يجلس مع أولاده ويستمع لهم كصديق وينصحهم كحكيم عاش قرن من الزمان.

أما الابن فهو البار بوالديه الخدوم لهما، الذي يبث الفخر لهما، الذي يُجمل من سمعتهما ولا يخزيهما أبداً، الذي كل شخص يراه يقول ياليته ابني!

والزوج هو الداعم والمحب والأمان والاستقرار، الذي لا يُشقي اهلهُ ويستوصي بإمرأته خيراً كما وصى رسولنا الكريم.

وهذه هي العظمة التي أريد أن أراها في كل بيت، هذه هي العظمة التي أريد أن أكتسبها كأمرأة، فالعظمة ليس بما حصلت بل بما جنيّت وضحيت.

منشور من العدد 41 لمجلة منشورات الواحة

 Instagram: manshurat_alwaha