لا تجعل الاستثناء قاعدة - فاطمة صالح

 


حدثني اليوم أحدهم يقول: رأيت الشيخ "فلان" عند أحد الجمعيات يغازل فتاة، صُعقت حينها ونزل من عيني رجال الدين كلهم، فكم كان من المصلين في الصف الأول ولم تفته صلاة والمسبحة لا تفارق يده لقد خدعنا جميعًا وخلف تلك اللحية يختبئ رجل دنيء، فلا تغتر ياصديقي برجال الدين وأصحاب اللحى ومن يفتون ويصيحون اتّقوا الله... 

وتقول أختي متحدثة عن إحداهن: يا أمي ابنة "فلان" التي تزعجيني بها يوميًا وتريدين أن أكون مثلها محتشمة عرفت أنها تواعد أحد الشباب وتفعل ما لم تفعله أي فتاة كاشفة، فلا تغتري بالخمار والحشمة فداخلهّن عاهرات. 

سمعت أحدهم في الحافلة يقول: "فلان" كنت أظنه شخصٌ صادق و لا يصدر منه كذبة كهذه، لطالما نصحنا بقول الحقائق والإلتزام بالمبادئ؛ لكنّي رأيتُ منه أفعالا تخالف أقواله، وعرفت حينها كم أن الأشخاص المثاليون يخدعوننا بالحديث. 


الحكم على الجميع استنادًا إلى فعل فرد واحد هو أمر غير عادل وقبل أن تحكم يجب أن تكون واعيًا بما يكفي لفهم القاعدة الأساسية وأن لا تسمح للاستثناء بتغيير نظرتك ومبدأك، في مجتمعنا المتنوع، نجد أنفسنا غالبًا ما نرى أحداثًا أو أفعالًا يقوم بها فرد ما تتنافى مع القيم الأخلاقية أو المعايير الاجتماعية أو الدينية التي نحترمها ونعتقد بها. ومن السهل أن نسقط في فخ الحكم على الجميع من خلال وضع الأفراد في صندوق واحد وتطبيق الأفعال الخاطئة على الجميع. مثلاً، عندما نرى فردًا ملتحيًا يقوم بسلوك لا ينسجم مع قيم دينه، تتجه الأنظار على الأعمال الخاطئة وقد تشكل عند بعض الأشخاص انطباعًا بأن جميع الملتحين هم منافقون أو أشخاص لا يلتزمون بتعاليم دينهم. ولكن الحقيقة أن كل فرد فريد في تبنيه للقيم والمعتقدات، ولا يُمكننا التعميم على المجموعة بأكملها استنادًا إلى فعل أو اختيار فرد واحد. بنفس الطريقة، عندما نرى فتاة ترتدي الحجاب وتتصرف بطريقة غير لائقة أو تخالف القيم الإسلامية، لا يمكننا التعميم بأن جميع الفتيات المحجبات هن كذلك. فالحجاب هو وقار الفتاة يعبر عن القيم الدينية، ولا ينبغي أن يُحكم عليهن جميعًا استنادًا إلى سلوك فرد معين. 


بالنهاية، السلوك الخاطئ لشخص واحد لا يمكن أن يُعكس على المجموعة بأكملها و"الشاذ يحفظ ولا يُقاس عليه" الحكم يكون على الأغلب الشّائع لا على النّدرة والقلّة.



منشور من العدد 41 لمجلة منشورات الواحة

 Instagram: man

shurat_alwaha

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد الشريف.. العالِم الطيار - السيد سين

فماذا أقولُ ياقُدسي - سارة سامي