فماذا أقولُ ياقُدسي - سارة سامي
من أينَ أبدأ كيفَ أصوغُ مايجريْ..
فلا شعري سَينصفُ جرحَ
أُمتنا ولا حِبريْ..
ويبدو الدربُ كالمخنُوقْ..
وفي أحشائهِ جُرحٌ سَيبقى
دائمًا مَفتُوقْ..
فيَا وجعي، صرختُ بِملءِ حَنجرتي
بَكيتُ لهولِ ما يجري
لِثقلِ الحملِ في صَدري
فماذا أقولُ ياقُدسي؟
وهذا الموتُ بللكِ
وذاك الطفلُ مُحتضرٌ على يَدكِ
فيجلسُ فوق غَزتنا عَذابٌ
شَاحبُ الألوانْ..
وماتَ الطيرُ مُنتشيًا بِحزنٍ
يعزفُ الألحانْ..
ويلتهمُ الأسى صمتًا غزى السُّودانْ..
فَكم أخجلْ..
لأنَّ الطفلَ نامَ على جبينِ
الخوفِ والتشريدْ..
لأنَّ الحُرَّ مَسجونٌ ويحلُمُ
أنْ يَجيء العيدْ..
لأنَّ القهرَ مُشتاقٌ لأرضِ العزِّ والتمجيدْ..
لأنَّ العجزَ مغروسٌ بأيدينا
تمردنا..
فيرسو الموتُ فوقَ سُجونِ سوريّة..
وأشلاءُ القبورِ تدورْ..
رَسمتُ مَلامِحًا من نور،
بينَ دموعِ عينيكِ..
فكم خَنقتْ يدا الدُّخانِ
عِطرَ زهورِ شفتيكِ..
تشردنا..
تشرَّدَ كُلّ ما فينا
ولاحَ الفجرُ مصلوبًا على أنقاضِ
هذا الليلْ..
فيسقطُ صوتنا شجنًا على حُضنِ
الطريقِ؛ لكي يُغني الصمتَ والتهليلْ..
غدًا سيجيء وعدُ الحقّ
غدًا ستخورُ إسرائيلْ..
منشور من العدد 41 لمجلة منشورات الواحة
Instagram: manshurat_alwaha
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقا لتشجيعنا على الاستمرار...