وتلك الأغلال - غُفران مُحمد

تحرّري، من كل شيء وأنتِ آتية إلى هنا، نحن لا نقبل الأرواح المُحتجزَة في قضبَان الأهواء المُشبعة بالرّغبات المَقيتَة، ولا النفوس المرهونة تحت رحمة المظَاهر.

نحن هنا نصنع أنفسنا، ونشكل صلصال ذواتنا، لا مؤثرات خارجية تحكمنا ولا شي يمسك بزماننا في هذا العالم لا شيء سوانا•

تحرّري وانزعي عن روحكِ ثياب الجَهالة المُنتِنة، تفرّدي وكوني نفسكِ، فأنتِ لا تحتاجين <لفلتر> يُحسنكِ، ولا لعمليات تجميل باهظة لتزدادي جمالاً، أنتِ جميلة كما أنتِ لأنكِ حواء•

هم يُغرون روحكِ ويُميلون قلبكِ تحت مُسميات المُوضة، وكأنّها هي فقط من تمثل التّحرّر وإن التّحرر بعيد كل البعد عن مَفاهِيمهم الضئيلة، إنهم يهلكونكِ فقط بالركض وراء رغباتهم وشروطهم وكأن الجمال خلق لهم وبهم أو كأنهم الوكيل الوحيد والحصري للجمال، عزيزتي لا شي يضاهي ارتقاء روحكِ ولا جمال فانٍ يمثلها•

تحرّري وتَحلّلي من كل شيء يُثقل داخلكِ ويُكدّر صفو خاطرك فليست تلك الثياب الخليعة هي من تصنع منكِ أنثى فاتنة وليست أيضاً آراء الرّجال وإبداء استحسانهم لمظهركِ من يُقيمكِ، وليست تلك الضحكات العالية أيضاً هي من تقذف حبكِ في قلب هذا وذاك، ولا تلك المِشيَات المتمايلة ولا الأحاديث المُخلّة، فأنتِ ثمينة، أثمن من أن يتمتع الجميع بكِ وأثمن من أن تكوني متاحة لمن أراد ولمن لم يُرد، أنتِ أثمن من أن تُقيدكِ الأغلال في ميادين الميَاعة، أنتِ أثمن من أن تخالي سراب الوقاحة ماءً، وأن تحسبي جدَب الصّحراء واحة خضراء وحديقة غنّاء•

أَلقِي بذلك الحِمل عن كاهلكِ بعيداً فليس هذا ما يجب أن يؤول إليه حالكِ، فنحن هنا نريدكِ مُجرّدة من كل تلك النّوازع، والنزوات، نريدكِ هنا صافية حرّة، نريدكِ طليقة لا شي يُقيدكِ نريدكِ أن تتحرّري من ذلك العالم وأن تأتي لعالمنا طاهرة ولا شائبة تشوب نقاءك فنحن هنا نعرف من أنتِ ومعنا ستُحبين ذاتكِ كما هي نحن هنا نَنزَع عنكِ غِشاوتكِ ونُحرركِ من تلك الأغلال •• لذا هَلُمِّي معنا•