إلى!! - أنوار خالد

 

إلى الطيبين، الطيبين جداً، الذين يملكون في الجانبِ الأيسرِ منهم قلوباً لا تُقدر بثمن، قلوباً بحجمِ كفٍ لكنها تتسعُ للكون بأكمله، لا يحملون فيها حقدًا ولا كرهًا لأحد ولا يُكلِفون أنفسهم عناء الانتقام والمعاملة بالمِثل، بل هم على ثقةٍ بأن كل ما تفعلهُ سيعود لك؛ لذلك دائماً يبادرون إلى فعل كل ما هو جميل وما ترضى به ضمائرهم.

إلى المنسيّين في الشوارِع، أولئك المُلقَون على قوارِع الطريق يقتاتون من الأيامِ ما يسدُ به رمق جوعِهم.

إلى بائعي الودِ والحُب على هيئةِ وردٍ وزهرِ الفُل.

إلى المنزَوين في أركانٍ صغيرة خلف قُضبانِ السجون بتهمة فقدان الوعي والمدّعون بـ"أمراضِ العقلية".

إلى اليتامى، الذين لم يُربَتْ على أكتافِهم ولم يعرفوا الحنانَ مُنذ طفولتِهم، غير أنهم رُميوا في بعضٍ من الجدرانِ على هيئة سكن يُطَمئن خوفهم ويعوضهم ولو بالقليل.

إلى كِبار السن، المحبوبين لقلبي دائماً، أولئك المتروكين في مكان أشعرُ أنه سُمي بهم لعجزهم جسداً وتعباً لا روحاً وقلباً مع كثيرٍ من الألمِ والقهر وقليلٍ من الذكريات التي تُنسيهم بعضاً مما عانوه.

إلى مُزينِي الشوارع والطرقات المعروفون بُعمال النظافة وهم كذلك نقاءً وجمالاً.

إلى المُغتربين بعيداً عن أرض الوطن، المثقلون بكثيرٍ من الشوقِ الذي يُبهت جمال أيامهم. 

إلى المجاهدين في سبيل الله وحُبِ وطنهم.

إلى المجهولين في الأرضِ، المعروفون في السماء.

إلى المشرّدين، أولئك الذين فعلت بهم الحربُ ما فعلت وأصبحوا منفيين في وطنهم أو خارجه. 

إلى كُل أولئك المذكورين سلفاً، ربما لا أحد يتذكرُكم الآن أو يُلقي لكم بالاً؛ لكنكم في قلبي دائماً وستبقون بين دفاتِ أدعيتي.

لا عرفت السعادة سبيلاً غير قلوبكم ولا الابتسامة درباً إلا شِفاهكم.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد الشريف.. العالِم الطيار - السيد سين

فماذا أقولُ ياقُدسي - سارة سامي