الإشَاعَات - بُشرى بشير
هل أصبح نشرُ الإشاعاتِ أمرًا مَقضيًا حتى يَتورّط فيهِ غالِبِيَّة الناس؟
بات الأشخاصُ في وقتِنا الحالي يتنافسون على نقلِ الإشاعاتِ والأكاذيب على بعضِهم إما بهدف السُّخرية من الشّخص أو بسبب الحسدِ والغِلّ الذي يُغلّف قلوبهم الحاقدة وشخصياتِهم المَهزوزَة، مما قد يُؤدي هذا التصرفُ الشّنيع إلى الفِتنة التي حذرنا منها الله تعالى حين قال: (والفتنةُ أشّدُ من القتل).
حيثُ أنها تُسببُ مشاكلًا بين الأفراد وخِصامات، وربما قد تصل إلى تفكّك العلاقات!
والآن قد تَطوّرت وصارَت تنتقلُ بشكلٍ أسرع على مواقع التّواصل الاجتماعي، وصار من لا يعرفك -إلا من منشوراتك فقط- يطلقُ عليك كلامًا سخيفًا لأول مرة تسمعهُ عن نفسك!
وتنتشرُ بسرعةٍ كانتشارِ الرّمادِ في الهواء، والعجبُ في ذلك أن الأغلبية يصدقونها ويتنافسون على نشرها!
وقد حذّرنا رسولنا الكريم من ذلك فقال ﷺ:(كفى بالمَرء كذبًا أن يحدّث بكلّ ما سَمِع) رواه مسلم.
أما من الظواهر المُسْتَنْكَرة التي انتشرت بكثرة للإشاعات أن بعضَ "أشباهُ الأصدقاء" بعد أن يدخل سوء الفهم علاقته بصديقه، وتنتهي الصداقة المزعومة يبدأ في نشرِ الأكاذيب، وفضح أسرار صديقه المِسكين مع إضافة بعض التوابلِ اللاذعة طبعًا؛ كي يشوّه شِبهُ الصديق سُمعة من اعتبرهُ صديقًا حقيقيًا ووثقَ به!
أنت كإنسانٍ كرّمك المولى بعقل، لِمَ تقحم نفسك في مثل هذهِ الحماقات، ما الذي ستجنيه من فعلك هذا؟!
سمعت شيئًا سيئًا عن فلان ادعُ له بالهِدايَة، أو تجاهل ما سمعته، ليسَ بالضرورة أن تنشره أنت لست ساعي بريد؛ كي تنقل الأخبار لهذا وذاك!
حاول بقدرِ الإمكان كبح هذهِ الظاهرة المُعِيبة؛ لأنك يا عزيزي إن نشرت عن شخصٍ كلامًا لا يليق؛ سينشرُ عنك شخصٌ آخر ما لا تُريد.
صدقتِ + أحسنتِ الطرح
ردحذف