طُرفة، أم مأساة!؟ - بليغ الطيار

 


     في بداية ظهور فايروس كورونا في الصين، ثم انتشاره في العالم، انتشرت في بلادنا العديد من الفيديوهات، منها ما كانت تُصوّر الشوارع المكتظّة بالناس، وتتحدث عن حِفظ الله لهذه الأرض الطيبة! ومنها فيديوهات -لا أقول لمطربين- فليس كلّ من أمسكَ "مايكرفونا" وعزف عوداً أصبحَ مطرباً! المهم.. ما أريد قوله أنّ تلك الفيديوهات كانت -بشكل أو بآخر- تتحدى الفايروس أو لنقل تَسْخر منه! الآن وقد وصل إلينا الفايروس، وأصيبَ به وتوفّي بسببه من شاء الله، انتشرت فيديوهات إرشادية لتوعية الناس بخطر هذا الفايروس، تضمنت عدة نقاط منها: "تجنب الزحام" مع أنّ هذا الشعب -إلا ما رحم ربي- يعشق الزحام كما يعشق الحياة! فنحن نجتمع في الأسواق لنتبادل أخبار كورونا، ثم نجتمع في "المَقيَل" لمعرفة آخر المستجدات! من الإرشادات أيضا:ً "غسل اليدين بالصابون كل عشر دقائق تقريباً"، مع أنني أعرف أشخاصاً لا يغسلون أيديهم لا قبل ولا بعد الوجبات الرئيسية اليومية! مما تضمنَته الإرشادات أيضاً طريقة معينة للعطْس، لتجنب انتشار الرذاذ؛ خاصة إذا كان الشخص مصاباً لا قدر الله، ولكن للأسف، هناك من يتخذون من عَطستِهم نغمةً تصلُ آثارها إلى وجوه من حولهم قبل آذانهم! كذلك "عدم لمس الوجه إلا بعد تعقيم اليدين"، في حين أنّ هذا البلد مليء بالنفايات والذباب والبعوض والعناكب وغيرها من الحشرات الطائرة التي لا يعلمها إلا الله؛ ما يجعلك تمسح وجهك كل دقيقة! فإذا ما حطتّ بعوضةٌ على خدك فاتركها تشفط ما شاءت من دمك، وإياك أن تتهور وتحكّ مكان لسعتها قبل تعقيم يدك! لا أدري هل ما يحدث يدعو للضحك أم أنه يدعو للبكاء، لقد اختلطَ الأمر عليّ؛ فأخبروني.. هل هذه طُرفة، أم مأساة؟!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد الشريف.. العالِم الطيار - السيد سين

فماذا أقولُ ياقُدسي - سارة سامي