ما اسمك؟ بالفتح أم بالكسر! - خطَّاب
- في زمنٍ قادم، هناك حيث لن يكون من الأسماء سوى اثنان؛ لا ثالث لهما، إمّا مفتوحًا وإما مكسورًا.
- بخطوات مُثقلَة، وثيابٍ رثّة، شخص ما يسير بالقرب منِّي، يجرُّ قدَميه جرًا... يبدو أنه يَحمِل جبالًا من الهُموم على ظَهرِه، تَعرِف ذلك من خلال حركة قدميه ومُلامستهما لسطح الأرض...
نظرت لوجهه، فإذا هو غير الوجوه التي أعرفها، بدا لي أنه من تلك الوجوه المُراق ماؤها...التقت أعيُننا، لم أرد أن تلتقي، فضحته عيناه، العيون ليست مَخبأً جيّدًا للأسرار، العيون تَفضَح،
تمنيت حينها لو كنت أعمى، العمى خير من رؤية عينين بذاك الضعف...
نكّستُ رأسي... جفّ حَلقِي... ذهب نفَسي... سحبت جميع الهواء المَوجود في تلك البُقعَة كي يعود لي بعضٌ من نَفَسي...
تَجرّأتُ وخطوتُ نحوَه، مَددتُ له يدِي والتي كعادتها سُرعان ما تُصبِح يدًا جليديّة إذا ما وُضعتُ في مَوقفٍ مُحرِج...
لم يُعرنِي اهتمامًا...لم يمد لي يدًا...ما بك؟ سألتُه.
تقوقَع على نفسِه فإذا بي أسمع صوت شهقات...
تأكدتُ من كونه طفلًا!
ما اسمك؟
يأبى أن يُجيبني إلا بالشَّهقات...
وضعتُ يدي على كتفِه من باب المُواساة بالنّظر لكونه طِفلًا ويبكي فإذا به يُبعد جَسدَه عن يَدي بسُرعة ويزدَاد تَقوقُعًا فوق تَقوقُعِه، ويزداد نحيبًا فوق نَحيبِه...
وأخيرًا أعرف أنه ليس أبكمًا فها هو يَنطِق، يَنطِق بعد عدّة مُحاولات من قِبلي قائلًا: ابتعِد، لا تلمَسني، لا تلمَسني، أرجوك، أرجوك...! يحاول أن يجمَع جَسدَه كي يفرّ به بعيدًا، يترجى جسده أن يكون له سندًا ومُتّكأ... يترجى جسده أن لا يخونه، ولكن وكعادة من نتأمل منهم أن يَسنِدونا في لحظة ضعفنا فنجدهم سرابًا...لا وجود لردّ من جسده رغم جميع ترجياته.. خانه جسده فإذا به يتبعثر في قاع المكان، وقبل الرحيل وفي الوقت البدل الضائع وبعد تكرارا المحاولة من قبلي يعرفني بنفسه أخيرًا، قائلًا: أنا مُغْتَصَب، وأنت إنّك تُشبه شخصًا أعرفه اسمه مُغْتَصِبْ، فهل أنت هو؟ ويموت...
أخبره أن اسمي محمد ولا أعرف أحدًا بهذا الاسم، ولكن لا فائدة فقد مات دون أن يسمع صوتي، ودون أن يعرف اسمي والحقيقة.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقا لتشجيعنا على الاستمرار...