ذكريات الغربة! - بليغ الطيار

 


الذكريات نقطة ضعفنا أمام الغربة، وذراعنا التي تؤلمنا التي نُمسكُ منها! 

لم أكن أتوقع يوماً أن أكتبَ مثل هذه الحروف، ولا أن أشعرَ بمثل هذه المشاعر، أنْ أكونَ في بلدي، وبينَ من أحبّ، ويأخذني خيالي إلى البعيد، حيثُ معظمُ الأشياء مظلمة! 

الأصدقاء حالة استثنائية، أصدقاء الغربة بالذات، تشعرُ وكأنّ رابطاً صعب الزوال يجمعك بالآخر، ربما هو الألم، ربما الأمل، وربما غير ذلك! 

الشيء الجميل في الغربة أنّ الأشياء البسيطة تغدو أشياءً عظيمة، وأنّ الكلام العابر يُحفظ صداه لسنوات، وأنّ الابتسامات النادرة تَرسمُ على المدى البعيد لوحة فنية جميلة! 

نعم... وأنا فيما أنا عليه من السعادة؛ لكوني بين أحبتي، أتذكر كل تلك اللحظات الجميلة في الجانب الآخر، أتذكرُ الحوارات الساخنة، الأقوال الحكيمة، المشاعر الصادقة المتبادلة، القصص المختلفة، النصائح، الإرشادات، الأغاني، الأكْلَات، الرّحلات، التعليقات، وحتى الشتائم! 

أتذكرُ نبرةَ الصوت المختلفة، نُطق اسمي الذي يختلف من لهجةٍ إلى أخرى، الألقاب التي تضاف قبل الاسم، الاستقبال المُتعدّد بتعدد الجنسيات، والكثير من الأشياء التي لا يتسع المقام لذكرها!

الغربةُ سماءُ لَيل، الأصدقاءُ أقمار، والذكرياتُ نجوم! 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد الشريف.. العالِم الطيار - السيد سين

فماذا أقولُ ياقُدسي - سارة سامي