القراءة بحد ذاتها استفادة - سنان باشا
بعيداً عن الْ: مَتى؟، وتجاهلاً لِل:ْ كَيف؟، واقتراباً من: هَلْ؟، وتركيزاً على: لماذا؟
في عالم القراءة، لا يهم متى أو كيف بدأت، إنّ ما هو أكثر أهمية من ذلك هو: هل استفدتَ من قراءتك، وأصبحتَ لا تأنسُ إلا بالكتاب؟ ولماذا تشعر بأنّ حياتك -فيما قبل القراءة- كانت عاديّة؟ مشوار القراءة طويل، قد يبدأ بنصيحة، أو برغبة، أو باهتمام، أو لأسباب دراسية، أو لقتل الفراغ، أو حتى ب فضول !
الخطوة التالية، أرى -من منظوري الشخصي- أنها مهمة في مشوار القراءة، حيث يقرأ الإنسان في هذه المرحلة ما يجده أقرب إلى قلبه، وأقرب إلى فهمه، بغضّ النظر عن الفائدة التي قد تكون أقرب إلى اللاشيء.
الحفاظ على الشغف في هذه المرحلة مهم جداً، أعرف أشخاصاً مات شغفهم للقراءة في هذه المرحلة، والسبب يرجع إلى شعور القارئ بأنه لم يستفد شيئاً، الأمر الذي يدفعه لسؤال السابقين، وهنا تكون الطامة أحياناً !
حيث يقترحون عليه تغيير نوع الكتب التي يقرؤها، ويُرشّحون له كتباً لا تناسب بداياته، فيجد الصعوبة، ويموت الشغف، فيتخلى مع الأسف.
الاستعجال في الوصول، ومثله على الحصول، يفقدك اللذة والمتعة الكامنة في الطريق.
الاستفادة من القراءة مَطلَب، والقراءة بحد ذاتها استفادة، وإذا كانَ السيل تَجمّعَ قطرات، فالمعرفة أساسها ما تقرأ من كلمات، إنّ الأهداف البعيدة العظيمة تدنو لأصحاب الهمم والصابرين، والأهداف التي في متناول اليد لا تستهوي سوى الحمقى، فاقرأ اليوم، ولا تستعجل الحصاد.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقا لتشجيعنا على الاستمرار...