محمد الشريف.. العالِم الطيار - السيد سين
لم يثنه كونه طيارا يزور أرجاء البلاد عن طلب العلم الشرعي، ونيل شرف مهمة التدريس، وكتابة ما يزيد عن سبعين كتابا..
محمد بن موسى الشريف ولد في عام 1381هـ في مدينة جــــدة بالمملكـــة العربيـــة السعوديــة، وتعلم العلوم الشرعية منذ صغره، ونال العديد من الشهادات والوظائف، هو رجل موسوعي، فهو داعية إسلامي، وإمام، وطيار، وأستاذ جامعي، وكاتب، وباحث في التاريخ الإسلامي، ومتخصص في علم القرآن والسنة، وتمكن من إكمال الدراسة الأكاديمية الشرعية وحصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة، وحفظ القرآن الكريم وأجيز في القراءات العشر.
عاش حياته عاملا تارة في السماء بجوار السحب، وتارة في الأرض مع طلابه، كان منشغلا دائما بالتنقل في بساتين كتب السلف، عاش معهم منذ صغره، همته العالية جعلته يكتشف قدرته العالية مذ كان صغيرا.
همته العالية جعلته يكدح من أول عمره، فكان يدرس صباحا، ويعمل ليلا مع أبيه في دكانه الصغير في جده..
تأثر محمد بن موسى الشريف في شبابه بالصحوة الإسلامية التي ظهرت في المملكة العربية السعودية، التي نشرت مبادئ الإسلام وسماحته ووسطيته، فكان من أوائل من تأثر بها، فعكف بعدها على قراءة كتب ابن القيم الجوزية وتأثر به أيضا، وعلل في إحدى مقابلاته سبب تأثره بابن القيم تحديدا.. والسبب في ذلك هي سلاسة أسلوبه، ودقة بيانه، وحسن ألفاظه..
درس أربع سنوات في معهد الطيران، وأخذ شهادته من المعهد ثم انطلق إلى أمريكا ليأخذ إجازة في الطيران بعد قضاء تسعة أشهر كاملة، عاد المملكة، وترقى في سلمه الوظيفي حتى حصل على مرتبة "مدرب طيران" ولكنه لم يكمل سوى سنتين في هذا المنصب، لأن هذا المنصب يتطلب حدة وعصبية، وهو ما يخالف شخصيته حسب ما قاله في إحدى لقاءاته الجميلة.
عاد إلى وظيفته كطيار، كان يستغل وقته في مقصورة الطيران بمراجعة المحفوظ من القرآن، والتسبيح والاستغفار، ولهذا الفعل أثرٌ في تليين قلب كل مسلم، والسفر به في عوالم روحانية لا يصلها كل شخص..
حفظ القرآن أثناء دراسته في معهد الطيران، ثم تعلم التجويد والقراءات العشر على يد الدكتور أيمن سويد - حفظه الله، ومن هنا كانت بداية التغير في حياة الدكتور محمد الشريف، حيث نصحه أيمن سويد بدراسة الشريعة دراسة أكاديمية، فانطلق الشاب الطموح إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ليدرس منتسبا في جامعتها، وكان التغيير الحقيقي هو مقابلته للدكتور عوض القرني الذي أثر في شخصيته تأثيرها كبيرا..
بذل جهدا كبيرا بعد هذه النقلة الفكرية التي كان سببها جامعة الإمام، فأكمل الدكتوراه سريعا، وقد ألف أول كتاب له بعنوان "استجابات إسلامية لصرخات أندلسية، وقد بذل جهدا عظيما جدا في اختصار العديد من كتب التاريخ الكبيرة.
كان الشيخ مهتما أيما اهتمام بعلم التاريخ، فهو مرآة الحاضر، وبوصلة المستقبل كما يقول "جهاد الترباني، فكانت أعماله تهتم بإعداد المؤرخين، وتيسير التاريخ للمسلمين.
عُرف الشيخ محمد بسهولته في شرح التاريخ، وأسلوبه اليسير المتميز الذي كاد أن يكون نادرا في عصره، ومحاضراته ودوراته عبر اليوتيوب خير شاهدة على ذلك، وفي إحدى لقاءاته قال كلمة جميلة عن التاريخ: "أنا أؤمن أن التاريخ وسيلة للإصلاح، وليست فقط وسيلة لملئ الفراغ أو التسلي بأحداث سابقة.
عرفه الناس بسماحته ووسطيته وكان محل إشادة الصحف العربية والإسلامية، فكان يراه الناس شيخا لم يعرف العنف، ولم تعرف العنف طريقا إليه.
شارك في عدد من الهيئات الإسلامية المحلية والعالمية، وكان خطيبا وإماما لعدد من المساجد، وله برامج تلفزيونية كثيرة في عديد من القنوات الإسلامية.
عرف عن الشيخ دعمه لثورات الربيع العربي، التي يراها البعض خروجا، ويراها البعض الآخر تحريرا، وكان كثير الكلام عن هذه الأحداث في لقاءاته التلفزيونية، وفي صفحاته وفي كثير من الأماكن.
كانت هذه المقالة لمحة صغيرة عن سيرة الدكتور محمد بن موسى الشريف فك الله قيده.. وسيرته مليئة بالأثر والفوائد والعبر، وفي كتبه خير كثير، فرج الله عنه.
المصادر والمراجع:
- محاضرة فتية آمنوا بين الثبات والهمة - محمد الشريف
- لقاء محمد بن موسى الشريف مع حسن الحسيني في قناة المجد
- لقاء خاص لأهل الحديث مع محمد بن موسى الشريف
- لقاء الشيخ محمد الشريف في قناة صحة وجمال
- لقاء الشيخ محمد الشريف في برنامج يوم جديد قناة المجد
- برنامج قصة طلب، لقاء مع الشيخ محمد الشريف قناة المجد
- لقاء خاص مع الدكتور محمد الشريف قناة دار الإيمان
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقا لتشجيعنا على الاستمرار...