رِحلة الحُروف دينا - أحمد سعيد
لِنُبْحِر بالأحرُف وَلِتُسْعِفنَا اَلْكَلِمَات. تتكونّ الجُمل لترتبط بحِبالٍ سَميكة مُتماسكة استعدادًا للطيران فِي مَجرات الفضاء ونُبحر إلى عالم الأحلام الخالي من الشّوائب والمَطبّات، والعقبَات... لنسافر فيها إلى عالم لم نعرفه من قبل بعيد كُل البعد عن العالم الذِي نعيش فيه، لينتهي الظلم إلى الأبد ونعيش بِسلام، نَطْوِي صفحة الخِصام، ونبني صفحة اَلصُّلْح، نمحي سواد القلوب ونمسك بِالْفَرَاشَاتِ لنضع بصمة الفرح... ليتوقّف سوء الظّنّ، ولنرسُم البسمَة على الشّفاه...
هل لنا أن نُغادر دون أن تُنتزَع أرواحنا ونفقد فيها طاقتنا،
أو دون أن تدفن أجسادنا وتُوضع تحت التُّراب، نُبحر بالخيال... نُغادر مُدة وَجِيزَة من الزمن، بغمضَة عين لنُنهي فيها الآلام والآهات وتتوقّف فيها النّزاعات والصّراعات، نسافر بالزمن إلى كوكب الفرح وعالم القلوب النّقيّة، إلى مَجرّة الحُب والسّلام نعود مِثلما وُلدنا بتلك القلوب التي لا تحمل عِبئا وغمّا وهَما وَحُزْنًا بل بداية جديدة، بداية بيضاء مثل الكفَن الأبيض الذي يَلتفّ بنا عند الوَفاة، هل لنا أن نطمئنّ في عالمنا قبل أن نُغادر إلى الأبد أن لا تتشتّت أفكارنا وينتزع الأمان من أفئدتنا، ما بال الشكّ سيطرَ على القُلوب عنوَة ما بال الضغينة أن بدأت لا تنتهي ماذا عن القلوب الذي تصلبت كالأحجار ولم تعد ترأف بأحد، ماذا عن السّلام الذي لم يحمِل غير كلمةٍ فقط أما عن المَعنى فقد مات منذُ زمن، أريد أن أعود إلى الزّمن التي كان فيه فُقدان لُعْبَتِي المُفضّلة، وخصام صَديقتي حين شدّت ضَفيرة شعري هي أكبر أوجاعي، وليس إلى فقدان الرّوح وأنا على قيد الحياة، لقد هلكنا تماماً... طاقتنا استُنزفَت، أحلامنا تَحطّمت، قلوباً تحجّرَت، عائلات انفصلَت، بيوت تَشتّت، حروبٌ دمّرت، أطفالٌ شُرّدوا، ولم تأتِ النّهاية بعد...
جميل جداً 😍❤️
ردحذفروعة ابدعتي حبيبتي ♥
ردحذفكلام في الصميم
ردحذفووواقعي أروع ماقرأت
إلى الأمام دووووما
كلام ارقي موفقه ومزيد من الابداع
ردحذف