سيَستَجيب! - علياء القسامي


كلمة يلمؤها الأمان والطّمأنينة، يملؤُها الأمل والنّجاة.

ليسَت أمرًا بل هي راحة وسعادة لأنّنا بعد الدّعاء سنُجبر.

هو القائل: "ادعُوني أستَجِب لكُم"، لم يقل فأستَجيب لكم، ولم يقُل سَأستجِيب لكُم، بل قال 'أستجِب'، ما بعد الدّعاء الإ الاجابة.

عندما تَقتل الحياة أشياءً في نفوسنا نلجأ للقَول 'يا ربّ' دون تفكير ودون استِيعَاب، فِطرتُنا تقول لنا: "نادوا من بيديه أمركم، حزنكم وفرحكم، سعادتكم وشقاكم.

اللّهُ ما ألهمَنا الدعاء إلا لأنه سيَستَجيب.

أتذكّر أني في إحدى المرّات ضاق بي عالمي وضاق حالي حتى من أقرب الناس حولي.

فوجدت يداي تَرتفِع وقلبي يدعو بلَهفةِ الباحِث عن الجَبر. 

وبدأتُ بتَرديد دُعاءٍ لا أعلم متى حَفظتُه أو متى قرّرت أن أدعو الله به، وبعد لحظات شعرتُ بالطُّمأنينة وكلّي يَقين بأن الذي فتَح لي باب الدّعاء سيفتح لي باب الإجابة.

لطالما كان الدّعاءُ المُنقِذ الوحيد حين نعجَز عن البَوح عمّا في صُدورِنا. 

كان الصّديق الذي حالما نشعُر به تأنَس أرواحنا.

عندما نتعَب نُردّد دُون مَلَل: 'يا الله!'.

حين نمرض نَمُدّ الأكُفّ: 'يا الله!'.

حين نتُوه وحين نفشَل، حين نعجز وحين نظلم نردد: 'يا الله!'.

وما والله دعوناه بقَلبٍ يَملؤه اليَقين ورَدّنا خائِبين. 

ما دعوناه إلا وجَبرَ حتى لو كان شُعورًا فقط، ويتولّى هذا الشّعور أن يمنحنا الأمان بأننا بالقُرب من الله لا نضيع ولا تتَبدّل طقوس الحياة إلا من أجلِنا ومن أجل أن يُستجَاب لنا.

سيَستَجيب لأنه رؤوف.

سَيستَجيب لأنه حليم 

سيستجيب لأنه رحيم وكريم.

وما خَلقَنا ليُعذّبنا. 

من هو أرحم بنا من أنفسنا سَيستَجيب.

ملك الملوك لا يُعجِزه طلبي وطلبك، هو يريدنا أن نعلَم بأننا دون عَونِه تائهون ولو كان العالم بأسرِه يقِف بجانبنا، وبصُحبتِه مُطمئنّون ولو كان العالم بأسرِه ضدَّنا.

الله يريد أن يسمع نداء قلوبنا وهي تتضرّع بالدّعاء.

الله سيَستَجيب فاطمئنّ واسترِح فلا يُعجِزه شيء. 

سيَستَجيب.

وسأعود لكم بمَقال آخر بعنوان 'لقَد استَجاب' وهذه ثِقتِي باللّه عزّ جلالُه!

تعليقات

إرسال تعليق

اكتب تعليقا لتشجيعنا على الاستمرار...

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد الشريف.. العالِم الطيار - السيد سين

فماذا أقولُ ياقُدسي - سارة سامي