مجلّة العربي الصّغير - رنا خميس

بعدسة علياء القسامي 


 

من أجمل أيامي في طفولتي التي أحنّ إليها وأودّ أن يعود بي الزمن لعيش تلك الأيام هي أوقاتي في قراءة مجلة 'العربي الصغير' التي تحمل في طيّاتِها ذكريات من الاستمَاع والاستفَادة. أتذكر أول مجلة وَصلتني كانت إصدار سنة ٢٠١٣ كنت وقتها في الصفّ الثاني ابتدائي، اشترَاها أبي في ذلك اليوم حتى أُجيد القراءة جيداً في المَدرسَة، وبدأت أقرأ القصص المُصوّرة أما القصص الطويلة فكانت أمي تقرأ لي وأنا أستمعُ إليها باهتمام بالغ، إضافة إلى أنها كانت تشرح لي القصة بالعامية وشيئاً فشيئاً

استطعتُ القراءة بمُفردي وصرت أنتظر على أحرّ من الجمر إصدار النُسخة الجديدة كل بداية شهر وبذلك صارت العربي الصغير جزءًا لا يَتجزّأ من حياتي كطفلة، كانت أهمية شرائها أكثر من شراء الألعاب حيث كان شراء هذه المجلة بملغ زهيد يمكن لأي طفل أن يشتريه من مصروفه حتى! 

لكن لم تدُم أيامي مع مجلتي المُفضلة طويلاً لأن في حرب ٢٠١٥ توقّفَت بلادي عن استيرَاد هذه المجلة العظيمة، حزنت كثيراً لقد كانت قصصها عالمي المُفضّل، كنت أقول لنفسي "كيف سأعتاد كل بداية شهر بدونها؟!" ومرّت الأيام ولم تعد مَوجودة 'العربي الصغير' في مدينتي وصرتُ كلما أشتاق لقراءتها أخُذ كيساً مُحملاً بالمجلات التي جمعتُها طيلة الأشهر والسنوَات السابقة. 

العربي الصغير.... 

شكراً على اللّحظات التي استمتعت بكِ من خلال مُغامرات العربي الصغير الذي كل شهر أقرأ عن مغامراته من خلال السّفر عبر الزمن واكتشَاف الحضارات، ولا أنسى تكنون ونانون اللذان استفدت منهما في التّفاعلات الكيميائية وصناعة الأجهزة.

أحببتُ عندما كان العربي الصغير يقدّم أمثالًا عربية على شكل قصص مُصورة ليَغرسَ في نفوس الأطفال التعلّم منها.

العربي الصغير لم يبخَل علينا في سَرد قصة مُصورة عن العلماء والعظماء ولا زلت مُتذكرة قصص طه حسين، وبيتهوفن، والكاتب المسرحي ويليام شيكسبير....

أما عن قسم قصص وحكايات أبتدئ بها.. يوميات وردان فهو من أكثر القصص التي تُحمّسني لقراءتها وكم كنت أحب عائلة وردان وأخته الصغيرة وردة...

شكراً على كل شيء! كنتِ سبباً في نمو حبّ القراءة والثقافة منذُ الصغر، شكراً على المعلومات القيّمة والعِبرة والعِظة في قصصك التاريخيه، شكراً لكِ لقد صنعتِ بداخلي عربيًا صغيرًا يهوى القراءة، يعشق الكتابة والتأليف، يتطلّع على ثقافة العالم من حوله! 

الشيء الوحيد أنني مُمتنة لوالداي اللّذان غرسَا في طفلتِهما حب القراءة والاطلاع، وأنتم أيضاً اجعلوا أطفالكم ُيغذُّون عقولهم بهكذا مجلات، نمّوا مَواهبَهم فالقراءة للطِّفل لها فائدة عظيمَة تبني شخصيّته وتجعله مُحبًا لاكتشاف جوانب العالم.

تعليقات

  1. أيام الزمن الجميلة.. رؤعاتك

    ردحذف
    الردود
    1. هل عندك علم اين تباع مثلُ هذه المجلات في محافظة عدن ؟!بحث عنهم ولم أجد للأسف أي مجلة لصغار

      حذف
  2. دكرتيني بأيأم زمان دكرتيني بأ أبي الذي كان يدخل الباب وأري المجله في يديه اشتقت لتلك الايام

    ردحذف
  3. رائع جداً لقد ذكرتيني بالأيام الجميلة التي مضت كم كنتُ اشعر بالسعادة عندما أرى والدي حفظهُ الله يحضر لي مجلة العربي الصغير

    ردحذف

إرسال تعليق

اكتب تعليقا لتشجيعنا على الاستمرار...

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد الشريف.. العالِم الطيار - السيد سين

فماذا أقولُ ياقُدسي - سارة سامي