المشاركات

عرض المشاركات من 2023

قضية فلسطين مقياس الإيمان - نورية النصيري

صورة
  "جعل الله قضية فلسطين مقياساً دقيقاً لإيمان الأمة، فهي تسقط في براثن الإحتلال_أياً كان هذا الإحتلال_ إذا ابتعد المسلمون عن دينهم، وفقدوا هويتهم، ولم يتبعوا شرع ربهم، كما أنها تعود إلى سلطان الإسلام إذا عاد المسلمون إلى دينهم، وتمسكوا بشرع ربهم وسنة نبيهم، فلحظات إرتفاع المقاومة للإحتلال و لحظات النظال والجهاد والقوة هي لحظات الإيمان، أما إذا ظهر الإستسلام والخنوع فهذه إشارة إلى غياب الدين من حياة المسلمين" تأمل أخي هذه العبارة جيداً، وعمّق النظر فيما حولك، في نفسك أولاً: هل أنت مؤمن حقا؟  أم إسلامك إنتماء لا أكثر؟ ثم حرك نظرك ليتخطى الأخلاق والمعاملات فيما بين أبناء المجتمع الواحد والشعب الو احد. فالدين المعاملة لاصلاة وصيام فقط..فالدين أخلاق "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". الفساد فاشي بين أبناء المسلمين.. فالظلم، والسرقه، والرشوة، والكذب، والخداع، والتعامل بخبث نية، والغش ، والزور..وغيرها من الكبائر منتشرة في مجتمعات أبناء المسلمين بحجم "أن الفساد ظهر في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس". والدليل القاطع الذي لايقبل المساومة على فساد الأمة هو "ضياع ...

كانت ومازالت فلسطين وحيدة - أنوار خالد

صورة
  أكثر من سبعين يومًا وجراح غزّة تنزف ولم يُضمدها أحد، ستون يومًا ونحن نقلب في شاشات الهواتف ونتنقل من خبر لإخر، ومن فيديو مبكي لقصة مُخذلة حيث لا نملك من الأمر شيء سوى البكاء والحزن والعجز، صحيح أنّه قلّما نجد بعضًا مِنا يشارك ما يحدث هناك وينشر قضيتهم ولكننا رغم ذلك نشعر بالهوان وقلّة الحيلة، تجرحنا الصرخات ويخزينا نداءهم وكتاباتهم، تقتلنا تلك القصص المؤلمة أمثال أبو سماء وهو يواري حزنه بسرد كل شي جميل يخصها، كذلك الجدّ أبو ضياء وحفيدته ريم التي أسماها ب"روح الروح"، هذه المواقف والخطابات التي نراها منهم تتسلل إلى شغاف القلوب لتدميها وجعًا إذ أنّي في هذه اللحظة وأنا أكتب تذكرت خطاب الجدّ وهو يقول بأنه كل سنة يحتفل بعيد ميلاده وعيدميلاد حفيدته في آنٍ واحد حيث أنهما ولدا في ذات التاريخ، فرُحت أتساءل كيف سيمضي الثالث والعشرون من ديسمبر على هذا الرجل؟ كيف سيحتفل وبمن سيحتفل؟ هل سيحتفل بذهاب عامًا قد فقد فيه أعزّ ما يملك أم بالأعوام التي سيقضيها دون تلك الروح؟ هل سيثبت ويصبر كما صبر حينما احتضنها آخر حضن وودّعها آخر وداع؟ أم أن الذكرى تجعل من الأحداث أشد حزنًا وإيلامَا؟ كان الله...

نــعــود - أسماء سامي

صورة
هل تساءلتَ يومًا عَن ما خلفَ الصَوت؟ أو هَل طَرأ على بالُك شَكل وَلون الحياةِ هُناك؟ هَل للصمتِ صَدى يَرجُّ فِي دَهالِيز الوجود؟ وبَرودة المَنازِل؛ هَل لِجُدرانها دِفءٌ يَقيكَ صَقيع المَشاعِر المُتضارِبة! رُبَّما سَتتوهَم بأنّ كُلّ مَا يَدعو لِلحياة مَنفِيٌ مِن خَارِطة الياسَمِينِ تِلك! دَعَني أُبَشِرك؛ مَا هَذه إلا خُزعبلاتِ تَهذي بِها، وَتتوهمُ وجُودَها، الحَياة تولودُ هُناك، الأحَلام تَتسرّبُ وتَنسكبُ مِن شَرُوخ الجُدران؛ وتَملأ الأُفقَ غايةً لنْ تَذبل. لن تَجد الحُرّية تباعُ هُنا؛ بَل سَتغرفها غَرفًا مِن مآقي الرِجال، والنِساء، والشَيوخ؛ حَتى الأَطَفال يُولدون وعلى جبينهم مرسومٌ لونٌ للحُرية! الأطفالُ هُنا فِي فِلسطين لم يَولدوا للحياة؛ بَل ولِدوا للنِضَال، ولدوا وهُم يقبضون حِجارة مِن جَهنّم؛ يَرمونَ بِها كُلَّ مُحتلٍّ يَحسب الأرضَ أرضه، ولا يَعلم أنّ مَصيرهُ يؤولُ إلى الشّتات. كُتِبَ فِي سَجّل الأطفال هُنا الكِبر؛ قبل أن يجربوا ثوب الطفولة، وفِي شَهاداتِ مِيلادهم لا يُسجل تَاريخ اليَوم؛ بَل يُسجل عَدد الصَواريخ التي دَوت فِي أَسماعِهم؛ عِندما خَرجوا لِلحياة. يُسجّل بَين النَبضةِ...

رسالة تتجدد - ميرا محمد

صورة
"من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت"     يقولها الصديق حتى يُخرج الناس من فجآءة الموقف والحيرة التي أصابت الناس إثر موته صلى الله عليه وسلم، ليعي من كان له قلب أن هذا الدين لن ينتهي بموته صلى الله عليه وسلم؛ فما كان عليه إلا البلاغ المبين، ولذلك يموت الرجال ولكن لا ينتهي الدرب، ويموت الأنبياء ولكن لا تموت الرسالة، ويموت القضاة ولكن لا ينتهي العدل، فالتلميذ النجيب لا يقضي بقية عمره يندب حاضره ويرثي أستاذه ولا يكمل الطريق، فما هذا إلا فعل الحمقى والمغفلين. فأولًا، ما كان لعبد صادق يعلم أن الله حق وأن الرسالة بحاجة إلى من يقيمها أن يقعد، وثانيًا،  لأن الصديق محب صادق ما كان ليسمح بانهيار بناء أقامه رسول الله صلى الله عليه وسلم.  ولكن سرعان ما تناسى المسلمون هذا الدرس، وبدؤوا بإحاطة قادتهم ورؤوسائهم بهالة من التقديس والملائكية، حتى لتجد أحدهم يقضي عمره بأكلمه منتظرا عمرا أو صلاح الدين ليقوم من قبره ويحرر الأقصى؟! أو يموت لهم رئيس فمنهم من يغرق في ماضيه وأن سنواته كانت الأفضل..، وطائفة منهم تبكي الحاضر!  فتظل الأوضاع مثير...

بُصحبة القرآن (آية من سورة الإسراء) - دينا أحمد سعيد

صورة
  في مرات عديدة قرأت وسمعت بأن القرآن في كل مرة تقرؤه تجد آيات مختلفات، قلبك يُدرك معاني وحقائق لم ترها أثناء قراءاتك السابقة للقرآن وكأنك تقرؤه للمرة الأولى! اليوم أثناء قراءتي لسورة الإسراء استوقفتني آية قال تعالى: {وَلَقَد آتَينا موسى تِسعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فَاسأَل بَني إِسرائيلَ إِذ جاءَهُم فَقالَ لَهُ فِرعَونُ إِنّي لَأَظُنُّكَ يا موسى مَسحورًا} "تسع آيات" نُزلت على سيدنا "موسى عليه السلام" ما هي؟ توقفت لأبحث عنها، ومعرفة ما هي التسع الآيات الذي آتاها الله على سيدنا "موسى عليه السلام" تحركت أفكاري وهممتُ للبحث عن التسع الآيات، فإن مررتُ من جانبها كمرور الكِرام فسينزل على قلبي التسويف ولا أبحث عنها! هناك الكثير من المعجزات التي نزلت على سيدنا موسى عليه السلام، ولكن في سورة الإسراء ذُكرا تسعُ آيات فلذلك اليوم ننظر في التسع الآيات الذي ذُكرت في التفسير المُيسر وغيره وهم: 1- العصا:- انقلاب عصا موسى إلى حية عندما يلقيها، ورجوعها عصا إذا أخذها بيده، أكلها لِما ألقاه السحرة من الحبال، فلقها للبحر عندما ضربه بها بإذن الله، تفجيرها للماء من الحجر الذي يُضرَب في...

عمق الخيال - نجاة البكاري

صورة
  كان اللقاء يشبه ذاك المكان نفسه أصوات تلاطم الموج ذات البحار نفسها حتى وقت الغروب يذكرني بغروب قد مضى هواجيس تغزني بأن هناك صلة عجيبة بين حاضري وماضيي كل ضجيج يحدث أمامي يعيد لي الذكرى التوقيت وذاك المنظر والحدث والصوت والأنفاس ففي اللحظة التي يرتب فيها عقلي مثلًا أكوابًا من الزجاج أجده يدفعها مره أخرى نحو الهاوية وبقوة عارمة كقوة ضرب الموج على جسدي في تلك الليلة دعوني أبث شعوري على حروفي الحائرة مني لأجمع شتاتها من بقيع كاد أن يدفن  لقد تركت كل شيء كما هو وأبتعدت عن كل شيء  وفي برهة تأمل لتلك السفينة التي حملتني مع الجميع ومن ثم أغرقتني وحدي أتسآل كيف كانت البداية؟  وفي صراع عمق الخيال أحس بأن شيئا يشد قوامي أشبه بسقوط بعد دوران بلا حدود  لقد وجدت نفسي مع نفسي حدثتني بأمور كثيرة عن ماضٍ دفين لا أنذكر حتى تفاصيله أو بمعنى أصح حتى أشخاصه لا أتذكرهم  سألتها عم تتحدثين؟! ومن سمح لك بالعودة إلي؟! كانت صامتة فقط تدقق في تفاصيلي حتى أنها تمادت في لمس ملامح وجهي  دفعتها بقوة وهي تحاول إسقاطي من على السفينة  جاهدت في صراعها حتى رأيتها تغرق واستقويت لأل...

على أمواج البحر - ريم محمد درويش

صورة
  سماء ملبدة بالغيوم، بحر غاضب، طيور تهذي، وهناك حيث الرياح تراقص الأشجار وتتساقط حلتها الخضراء،  في الطريق عجوز يجلس القرفصاء يكتب أعوامًا بالدموع على ظهر نهدة حراء يصحبها الأنين ، ويبث أزمنة من الصمت إلى صدى الموج الهادر، تارة يلقي نظرة على البحر هائمًا به وتارة على إطارِ لوحة تقع أمامه لٱمرأة فائقة الجمال، ذات شعر أملس طويل كذيل الحصان، أسود اللون تتداخل فيه خصلات بيضاء، وعيناها كأنهما الياقوت. أخذ ورقة وقلم كانا في الجهة المقابلة للوحة وقام بأخذ زفير وشهيق وابتسم ٱبتسامة طفيفة على شفتيه وأمسك القلم وبدأ في كتابة رسالته: أعتذر عن تأخيري لمراسلتك، لقد كنت متعبًا هذه المرة وأظن بأنني سوف أأتي إليك قريبًا، وهذا ما يُسعدني حقًا، لا أقوى على العيش بمفردي لطالما ضميري يؤنبني بأنني السبب في فقدانك. نعم أنا السبب، لو لم نأتِ إلى هنا لكنتِ حينها بين أحضاني أستيقظ على منبهات ضحكاتك الطفولية، وأستنشق من هواء عطرك الممزوج برائحة الورد، وأرتشف قهوتي من بن عينيك الجميلتين، لو لم نأتِ إلى هنا لأمسينا سعداء في منزلنا المبني من طوب الحب، أما الآن لقد رافقني الحزن وفقدت معنى الراحة حتى النوم...

من بين زحام الألم كانت تلك قصتي! - نورية النصيري

صورة
لم البث في سجون الإحتلال يوماً أو بعض يوم، بل لبثتُ مائة عاما...نعم مائة عاما. قُسٌمت الساعات منذ أن جثى على رقبتي الرقيقة ذاك العملاق الجبان وعمري لايتجاوز العاشرة. كنت حينها اللعب مع رفاقي في إحدى الزقاق الملاصق لبيتنا العتيق، اتذكر ذلك اليوم حين منعتني أمي من الخروج وقالت لي:لاتخرج الشارع اليوم لأن جنود الإحتلال الظلمة منتشرين في المنطقة، وينتظرون الفريسة السهلة الصغيرة لفتراسها. لم التفت لتهديداتها، بل غافلتها وركضت مسرعاً باتجاه الشارع لملاقاة أصدقائي واللعب معهم، لكن ماهي إلا لحظات حتى باغتتنا تلك الطواقم والدبابات، و بنخوة الفلسطيني وشجاعته،هرولنا للمقاومة، وارسلنا وابل من الحجارة لم تأذ أجسادهم لكن أذت قلوبهم وشعروا بالخوف من مجرد اطلاق تلك الأيدي الصغيرة الحجارة الصغيرة..كان موقف مهيب زادنا قوة، وتمكنوا من القبض علينا في النهاية، وبداخلنا قنابل من الغضب والحنق عليهم. دارت الأيام والسنون ونحن تحت رحى التعذيب ليل نهار.. بلغنا العشرين ومازادنا إلا إيمانا بجنة الخلد التي وعدها الله للمظلومين من عباده. وما أن توقفنا على عتبات الثلاثين حتي أندلعت شرارات النصر، وسطعت شمس الأمل التي ك...

فقرة رَواء وكتاب

صورة
  رواية: زمن الخيول البيضاء - الملهاة الفلسطينية -رَواء "الرواية هوية سردية واداة معرفة - ومن مزايا الأدب بنظري .." في كتاب أشقاء الزورق الواحد قرأت أقتباس يقول بأن "الجماعة التي تفقد ذاكرتها تفقد هويتها تبعاً لذلك إذا كان الأمر يتعلق بالحفاظ على جماعة ما، فالنجاح و الفشل في المعركة يعتمد على السعي نحو ابقاء الذاكرة حية" يقول بول ريكور " اية هوية هي هوية سردية بالأساس" فـ يمكن التقرير بأن هويتنا تتكون مما نحن قادرون على سرده " لذا تبدأ "أحداث الرواية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وصولاً لعام النكبة، أي إنها تمتد لأكثر من 129 سنة من تاريخ فلسطين الحديث." ‏"محاولاً إبراهيم نصر الله تبيين ذلك التاريخ وتثبيته في الذاكرة من صراع اهل قرية الهادية و معاناتهم في أواخر الحكم العثماني، مروراً بالانتداب البريطاني، وصولاً بالاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية -جاءت زمن الخيول البيضاء مثقلة بالماضي و مثقلة بذلك الزمن رغم خفة ورقة ورشاقة لغة نصر الله، جاءت لتعطيني انطباعاً كافياً لطبيعة القرى الفلسطينيه قديما قبل النكبة لكي أرى الصورة كاملة قب...

امرأة لا تضل الطريق - ميرا

صورة
كل الأواني الفارغة لها ضجيج، وكذلك بعض العقول؛ ستجد الكثير من النساء لأصواتهن دويّا، ولأفعالهن التافهة شيء من بهرجة الإعلام وفي النهاية يفشلن في بناء أسرة وتربية طفل، أو ما لهذا خلقن؟! أليست البيوت دافئة بحنان عاطفتهن؟ أولسن أزهار المنازل ويفوح منهن رائحة الطمأنينة والحياة؟! لا تلتفت إليهن فمثل هولاء لسن مثلا يُقتدى به وعليك بنساء من طراز عجيب، رباهن الإسلام لحماية المجتمع والحفاظ عليه، يعملن بجد، ويحببن بصدق، هن نبتة تثمر أسرة، فقد تجد في الريف امرأة لا تُسلط عليها الأضواء، ولكن حياتها مثال يحتذى به، تجدها بسيطة، تهش أغنامها إلى المرعى، ولكن قبل ذلك تشرق قبل الشمس، تزين بيتها وتجهز أطفالها إلى المدرسة، وتسقي أزهار حديقتها ونبتة الريحان، وتعد الطعام لأسرتها بنكهة الحب، وهناك بجوارها معلمة بجانب الاهتمام بأطفالها ومنزلها وقلب زوجها، تكون أما أخرى المئات من الأطفال في المدرسة، حنانا على حنان، تزرع الأخلاق والقيم والعلم. وفي الجامعة ستجد طالبة تذاكر بجد وتسعى لمستقبل زاهر تتوج فيه حلمها وحلم والديها بالنجاح وردا لجميل إحسانهما، وأخرى تفتح مشروع بسيطا تعيل فيه أسرتها وتعيش بكرامة، وأخرى غ...

سجينة فلسطينية - رانيا منصور

صورة
- أسمعُ حارس السجنِ ينادي بأسماءِ من سيكونون ضمن تبادل الأسرى، وأنا متكورة في وضع الجنين، أستند برأسي قليلا على الجدار، لا أمل عندي ولم أفكر ولو للحظة أنني سأكون من ضمنهم، فالحرية تصبح بالسجن بعيدة المدى، والأمل يشبه الموت. الإنسان كعادته إن تأمل مرتين ثم خذل يصيبه اليأس، فكيف بمن تأمل عشرات المرات فيخذل!  " لا تعيش على أمل الخروج كي لا تُهزم" كان هذا شعارنا. حينما وصل الحارس إلى العدد 289 أغمضت عيني قائلة: شارف على الانتهاء، شارف على الانتهاء،، رددتُ تلك الجملة في عقلي كثيرًا فيبدو أن رحلتي طويلة في هذا المهجع! يبدو أن المُعانات لن تنتهي! قد قطعت وعدًا على نفسي أن لا أتعلق ولو بقشة من الأمل! لِمَ روادني الألم الآن! ما هذا الثقل الذي يجتاح قلبي، وما هذه الغمامة السوداء التي تغشى على بصيرتي! اخترق طبول أذُناي صوت الحارس قائلًا: يبدو أنكِ أحببت المكوث هُنا؟ أنادي لكِ، ولم تنطقين ببنت شفة.. هيا تحركي. - لم أكن لأدرك حينها ماذا يقصد؟! ولا وقت لي لأحاول الاستيعاب!  وقفت في صف الطابور الواقفين أمام بوابة السجن، وبدأت أستدرك حجم الرحمة التي حاوطني الله بها! أردت أن أيقن في قرارة ن...
 صراع بين الضوء والظلام عديلة المسعدي ومن بين تناقض الظلام الحالك وضوء النجوم الساطع كانت هناك كلمات تترنح على إيقاع قيثارة الفن اللغوي الجزيل، فكانت كـبدر الليالي بضوء شفافٍ يتلألأ، يحيطه عددٌ من نجوم السماء لتشير أنه لا بد للأمنيات أن تَنال حليّ السعادة بها وأن تُحاط بالقلب وتكون له السياج المنيع كما تُحاط النجوم بالقمر. ومن أعاصير الإحباط وكثرة العثرات وتراكم الانتقادات أردتُ تحدي الظروف وأن أنتزع تلك الأفكار السوداوية من مخيلة الجميع عني... وحين وصلت إلى مشارف النهاية أحسست برعشة تمضي في عروقي وشعرت بأن قلبي منعدمٌ تسودهُ الندوب، وكأن شريان الحياة ملتف حول عنقي، حينها تذكرت طائر السنونو المذكور في الأساطير القديمة.. كان يقال له الطائر الذكي والمحب.. أردت حينها أن أُحلقَ مثله، وأدع أحرفي تحلق في سماء الإزهار بخفتها، ومن بعد كل تلك المشاق والصعاب أخيرًا ارتسمَت على شفتيّ ابتسامة الفرح وخاب ظنك يا عزيزي. وهنا يا قارئي العزير أترك لك مساحةً لجواب السؤال. هل يستسلم المرء وينهزم من الصعاب التي تواجهه؟ في انتظار الجواب.. * منشور من العدد 39 لمجلة منشورات الواحة  Instagram: manshu...
 في أمّس الحاجة علي الأزرق إننا في أمّس الحاجة إلى نهضةٍ فكريةٍ معرفيةٍ لمعرفة حقيقة كوننا، لِنُغذي النقص السائد الذي يخاله التفكير غير المنهجي الذي قد يؤدي إلى مأزق اللامعرفة (يقصد المعرفة غير المصحوبةِ بتطلعٍ كافٍ لمَا يجري من حولك)، فنحن أفضل مخلوقاتِ الله، والله يرعى مخلوقاته جميعًا، فالإنسان له مكانةٌ مميزةٌ بين مخلوقات الله، فقد قال الله -تعالى-: ﴿ولقد كرمنّا بني آدم وحملنهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلا﴾، وهذا يعني أن الإنسان مخلوقٌ مكرمٌ ومفضلٌ، وأن هذا التكريم لجميع بني آدم وليس خاصًا بالمسلمين فقط، فقد قال -تعالى-: ﴿قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي﴾، فهذا تكريم لبني آدم أن الله خلق آدم بيديه، ونفخ فيه من روحه، فقد قال -تعالى-: ﴿ونفخت فيه من روحي﴾، وهذا تكريمٌ آخر على أن الإنسان فيه نفخٌ من روح الله. وأيضًا أن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم، فقد قال -تعالى-: ﴿لقد خلقنا الإنسان في أحسنِ تقويم﴾، أي أنه خلقه في أعدل قامةٍ وأفضل هيئة، وجعله متكلمًا مفكرًا، بصفةٍ ليست موجودة في باقي مخلوقاته. ومن تكريم الله للإنسان أنه أمر المل...

فُقدان

  فُقدان رندا الصيرفي ما بين مرضٍ وقد رحلَ جدي، أكتبُ اليوم لأول مرةٍ عن فُقدان روحي العُظمى، أكتبُ وعينايَ تهرُبان، وأتساءل أي حُزنٍ صابه على الورق، أكتبُ وأنا هاربة مِن فجيعةِ فُقدانِك، وفراغِ مِقعدك، وتلاشي ذِكر اسمك. - أيا جدي، أُنادي روحًا متغيبةً لا تُجيبُني، أنا الهارِبة مِن حقيقة الدُنيا، والنائِمة بحُلم انتظارِك، أرجو من اللهِ الصبرَ والسِلوان. - أيا جدي، وبقى صوتك عالِقًا فِي بالي رُغم غِيابك، وبقت ملامِحك هيَ الأجمل فِي عيني مع أن الثرى قد غطاها، وبقى قلبكَ هو أحن قلبٍ عليّ، مع أنهُ قد توقفَ عن النبض. - أأُحدِثهم عنكَ يا من اعتبرته وطني وسندي وأبًا لي أم أكتفي باختفائك؟! دعوت كَثيرًا طالبةً من الله أن يوقظني على خبر شفائك، ولكِنني استيقظت على كابوسٍ يخترقُ صلابتي ويُسقطني أرضًا، إن الألم قد تمكنَ مِني وباتَ يُطاردني كُل ليلة أتذكرُ فيها أن الزِيارة الأخيرة لم تكُن مِن نصيبي، وأني ما ودعتُك حق وداعِك، تمنيتُ كثيرًا أن يكون موتكَ حُلمًا وترجعُ لنا وتضحكُ بيننا، ولكِني لم أصحُ إلا على كابوسٍ وأنا أراكَ أمامي مُدثرًا يتوسدُ جسدكَ الكفن، وعِظامك بدأت تختلط بالتراب، بكيت حينها...

أحرفٌ مبتورة - علي برك باجمّال

صورة
  أبعثُ إلى غزة نسائم سلامٍ وأنثرُ قطرات أملٍ إلى حاملي الحجارة، من كبُرَ إصرارهم وعزمهم؛ فحملوا صواريخ النصر على أكتافهم.  إلى أحرفي المبتورة بخنجر الخذلان،  إلى جرحي الغائر من فرط الحنين والشوق لغزة.  أن تملك أبجدية الكلام ثم تتلعثم سطورك ويُخرس قلمك لا لأنه عجز بل لثقلِ شفتيه بالنطق عن الأم العظيمة التي دوماً تلدُ الأحرار.  المآذن تئن يا غزة، سلبوها جسدها الطويل، طحنوها في الأرض وباتت تصرخ، للمآذن صوتٌ لا يسمعه إلا الأحرار.  كل شيءٍ يخذلني يا غزة، حتى عندما أزاول شهيقي وزفيري أتذكر شهداءكِ الأبطال، أشعر بالحزن لفقدان الأرواح البريئة والممتلئة بالحلم والأمل.  لا عليكِ يا غزة فإنه (لا يشتري القدس من باع العراق، ولا يبكي لصنعاء من لم تبكه حلب، ستنتهي الحروب يوما، ويعود الزيتون فلسطينيا والياسمين دمشقيا والبن والعسل يمنيا، والصوت عراقيا ويعود النصر إسلاميا والعز عربيا).  فلكِ السلام يا غزة وكان الله بعون أبطالك الأفذاذ ودمتِ عِزةً للعرب أجمعين!

من اليمن السعيد إلى غزة الصمود - هيفاء صالح

صورة
  سلامٌ عليك؛ حيث لا سلام بكِ ورحمةٌ من الله وبركاته عليكِ، قبل أن نتحدث معك وعنكِ: نطلب منك العُذر ما أكبر خيبتنا يا غزة بعروبتنا كم قصم ظهرنا تخاذلُنا كل أمجاد العروبة باتت حضيضاً أمامك  دعي ذكر العرب جانبا؛ سبق قولي أشلاء شعبك ودماء أهلك وبطش أعدائك فلم يجدي فيهم نفعا.. كم أنتِ فخورة بأهلك يا غزة؟ فدوكِ بأموالهم وبيوتهم وحاضرهم ومستقبلهم وبأبنائهم وأهلهم وأنفسهم! ياه! كم هم عظماء يا غزة! حين أصبح على عهد الرسول والصحابة آلالاف السنين أتى شعبك ليرينا كيف هو الإيمان الحق؛ والتسليم المطلق؛ والرغبة الصادقة في نيل الحق، "نصرا أو شهادة". رأينا عزة الأسلام تتجلى في أقوالهم وأفعالهم، أرونا بكل ما تحمله الكلمة من معنى "الرضاء بقضاء الله وقدره". عجبًا يا غزة هل هم بشر أمثالنا!  أم وتالله لهي معيّة الله متشعبة في نفوسهم، ورحمته محاوطة أرواحهم! يا الله كم تحبهم! كم تحبهم؛ حتى جعلت بلاءهم عظيماً لهذه الدرجة!؟ (قوم يحبهم الله ويحبونه) طوبى والله طوبى .. كم سهرًا وأرقًا تجرعوه.. كم روعًا وخوفا وحرقة ابتلعوه.. كم صرخة تصدعت في زوايا شمالك وجنوبك.. أعين الأمهات فيك جفت، وقلوب الآ...

قراءة في مستقبل فلسطين - إدريس إسماعيل

صورة
ستغرقُ في دموعك والدماءِ ويُجري كوننا سُفنَ العزاءِ ستُطمسُ من خريطتنا وتبقى تضاريسًا مُخلّدةَ الإباءِ ستلعنُك المواضي، والأواتي ك(هتلر) إن صفحت عن العداءِ ستدرك أن بطن الأرض خيرٌ من الظهر الشديد الانحناء سيولد كلّ ثانيةٍ جبانٌ وتزرع أنت جينات السماء ستحفرُ خندقًا في غير متر جوار أولي الشهادةِ، والفداء ستهجر عالمًا خذلوك لكن ستعجن كوكبًا من كبرياء ستمتحنون حتّى أن تصيروا سوى للثأر من دون انتماء مذ استنشقت ضوء العيش كانت ومازالت فلسطين الفناءِ فتكشف صدرها للموت قبرًا أليس ملاجئًا للأبرياء..!؟ أليس يليق بالزيتون ألّاي جفّ بريقهُ عينُ المهاءِ ..!؟ أليس لنخلة في القدس حقٌّ بأن لا يستظلّ بها مسائي ..!؟ أليس لغزّتي أمرٌ، و نهيٌ وقال الله: كوني ما تشائي ..!؟ بلادٌ ساكنوها حين جاؤا _إليها_ باركوها كالدّعاءِ..!! وأيديهم مكبّلةٌ يقرّ ال وجود بهم فتوحات الجلاءِ * منشور من العدد 39 لمجلة منشورات الواحة *تدقيق لغوي: بليغ الطيار

أرض الرمال والألم - إسحاق الجابري

صورة
في أرض الرمال والألم، ترتفع القصص المجروحة في كل طريق، غزة.. قلب فلسطين الحزين. أعمدة الدمار تخترق السماء، وجحيم الألم يسكن في كل زاوية، أطفالٌ يلهون بأشلاء الأمل، وأمهاتٌ يبكين أطفالهن الذين رحلوا قبل حتى أن يتجاوزوا أعمارهم الزاهية. كل يوم في غزة يرتفع الدم ويزداد الجرح، وتندمل الأحزان في مسام القلوب الجريحة، فكيف تنام النفوس في مسراها وحولها هجمات الظلم والعدوان؟ الأطفال يقاومون بلا سلاح، ويبنون آمالهم من واقع محطم، يراهنون على أن المستقبل سيكون أفضل، ولكن كيف يكون الغد أفضل والحاضر فيه قسوة الحروب والدمار؟ أناسٌ يعزون جميع الحقوق والأماني، يبحثون عن قشة أمل لتعلو آمالهم المنهكة، فلم يعد لديهم سوى صبر يتلاشى يومًا بعد يوم، ولكنهم ما زالوا يثقون بعدالة سمائهم وبأن يومًا ما ستتفتح أبوابا للحرية. مع كل قصفٍ يَطال غزة، ينبعث روح الصمود من ضياع الأمان، يتملّص الشجاعة من ظلم الاحتلال، وتنتصر الإرادة على كل خنوع. ففي كل شوارعها وأحيائها، تنشأ قصائد الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لترفرف راية الكرامة فوق تلك الأرض المنكوبة. غزة، أنتِ لستِ وحدك، نحن هنا نعاني ونجاهد بك، معك في كل محطةٍ من محطات ...

النّظرات في أفقِ الكتابة - فكري محمد خالد

صورة
 تضيقُ بعضُ النّظرات في أفقِ الكتابة ويقتصِر إبداعهم على قَضايا محدودة، فهم يُغيِرون في حدود مُستقنعة للحدْس والتّجربة الشّخصية، ما يعدّ من الأمور السلبيّة على الكتَّاب من حيث التّفكير وفيما يتعلّق بالإدراك الشّامل لأفكارهم.    تَدعو عمليّة الكتابة إلى إبداع وتفكير، ولن تأتي الأفكار بالوقت المَحدود والضيّق، فعلى الكاتب أن يظهر حُضورَه في كلّ مكان، وأن يُبدي رأيه ويعبّر عن إعجابه ويقدّم النّقد أيضًا، ويأتي المَعنى الشّامل لكل ذلك من خلال الاطّلاع على كلّ ما هو جديد وتوضيح وجهات النظر المختلفة.    بالنّظر إلى مُعاناة الناس واستِيعابها، يمكن للكاتب أن يجلبَها إلى قالب أدبي راقٍ. فالأدب ليس مجرّد أداة للتّسلية، بل هو وسيلة للتّواصل والتأمّل في تجارب الحياة، ومن خلال هذه المقالة الأدبية، نحاول تَجسيد هذه الفكرَة وتَحقيق التّواصل بين الكاتب والقارئ.    كتاباتك تَستَدعي القدرة على التّخيّل والتّفكير النّقدي، عبّر عن أفكارك بشَغف، واختَر الكلمات بعناية لتُصوّر للقارئ أفكارك بشكلٍ واضح، استخدِم الأسلوب الأدبي في تنظيمِ الأفكار وتداخلها بحيث يتشكل المقال الأدبي ...

حواء - عبد الله محمد الجوفي

صورة
كان الأستاذ عبد الله أثناء تواجده في القاهرة يفضل أن يتجول راجلا وكان في كل مرة يختار أحد الأحياء الشعبية للتنزه فيه، وكان يعجب بالكثير والكثير، ولكن أكثر ما لفت انتباهه العزيزة حواء، نعم حواء، كانت بارزة بروز الجبال صامدة صمودها، تراها في كل ناصية مفترشة الأرض او متربعة على كرسي متواضع، أو مستخدمة إحدى العربيات (سيارة صغيرة) كمحل كافي متنقل، شاهد الكثير والكثير من رموز الكفاح الإنساني، وفي إحدى جولاته في شارع.... المتفرع من شارع فيصل، وقع نظره على حواء أخرى في الأربعينات من العمر وهي تعمل في مخبزها في درجة حرارة عالية..، كان الأمر في البداية اعتياديا، فكثير من النساء يعملن بجد واجتهاد في كل بقاع الأرض، لكن الملفت هنا حين عاد الأستاذ عبد الله مرة ومرات، لا بل عشرات المرات وهو يمر من نفس الشارع ويلاحظ نفس المخبز ومن فيه وفي أوقات مختلفة من الليل والنهار وفي كل مرة كان يشاهد تلك المرأة وهي واقفة في المخبز بشموخ تتصدى بوجهها للفحات من لهب ذلك المخبز وهي لا تبالي رغم أن أيام النهار كانت في شهر رمضان فتارة يشاهدها تخبز وأخرى وهي تبيع الخبز لزبائنها، فكان يقول لابنه :انظر يا بني ماشاء الله...

طوفان الأقصى - أثير العبدالله "دجلة"

صورة
لطالما كان سلاحنا الدعاء بينما كنا نحارب بعضنا بأقوى السلاح. اليوم أتى نصر الله؛ ألا إن نصر الله قريب. نحنُ ننتمي إليكَ مسجدنا. هناك هناك نشعر بالانتماء بعيدًا عن شعوبٍ تُمزقنا كلّ التمزيق. كنتُ أرجو هذا الصباحِ يا الله. رأيتَني مئات المرات بقلبي المُنكسر الذي يتلهّف لهذا اليوم تلهّف الظمآن لموردِ الماء. كثيرة التكرار والاستغاثة بكَ بعد كلّ حديثٍ ونقاشٍ أن توقظني على خبرِ الانتفاض والانتصارِ لفلسطين. وهأنذا استيقظ بعد ترحيب السماء لشمسها من اليومِ السابعِ من تشرين الأول، وأمسكُ هاتفي كعادتي لينبثقَ أمام عينيّ هذا الخبر العظيم، فلا أتمالكُ نفسي، وتسري قشعريرة فرحٍ في جسدي لم أستطع كتابتها ولا التعبير عنها، فهذا النوع من السعادات لا يُكتب بل يُعاش. ودموع الجبر تنتظر فتح الأبواب وبأعلى صوتي ملء المكانِ أصرخ: جاء اليوم، ها قد أتى وامتلأ الدلو "بحسبي الله ونعم الوكيل" وفاض البئر بالدعواتِ والانتظارات. حينها كنتُ كفراشة أُطلق سراحها من قبضةِ طفلٍ طائش كاد أن يشدّ الخناق عليها ويقتلها. لم تسعني سمائي ولا أرضي لفرحتي. أنا هنا وبلا سلاح، بلا حراك أصرخ: الله أكبر وتضج بزوايا الكون...