قضية فلسطين مقياس الإيمان - نورية النصيري
"جعل الله قضية فلسطين مقياساً دقيقاً لإيمان الأمة، فهي تسقط في براثن الإحتلال_أياً كان هذا الإحتلال_ إذا ابتعد المسلمون عن دينهم، وفقدوا هويتهم، ولم يتبعوا شرع ربهم، كما أنها تعود إلى سلطان الإسلام إذا عاد المسلمون إلى دينهم، وتمسكوا بشرع ربهم وسنة نبيهم، فلحظات إرتفاع المقاومة للإحتلال و لحظات النظال والجهاد والقوة هي لحظات الإيمان، أما إذا ظهر الإستسلام والخنوع فهذه إشارة إلى غياب الدين من حياة المسلمين"
تأمل أخي هذه العبارة جيداً، وعمّق النظر فيما حولك، في نفسك أولاً: هل أنت مؤمن حقا؟
أم إسلامك إنتماء لا أكثر؟
ثم حرك نظرك ليتخطى الأخلاق والمعاملات فيما بين أبناء المجتمع الواحد والشعب الو احد.
فالدين المعاملة لاصلاة وصيام فقط..فالدين أخلاق "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
الفساد فاشي بين أبناء المسلمين..
فالظلم، والسرقه، والرشوة، والكذب، والخداع، والتعامل بخبث نية، والغش ، والزور..وغيرها من الكبائر منتشرة في مجتمعات أبناء المسلمين بحجم "أن الفساد ظهر في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس".
والدليل القاطع الذي لايقبل المساومة على فساد الأمة هو "ضياع فلسطين".
فلسطين منذُ أن ترعرع أجدادنا وهم يسمعون عن أبناء شعب مقهور مسلوب الإرادة، حياته مظلمه بسبب الظلم الذي يتجرعونه ليل نهار، بسبب قطعان تجمعت من أنحاء المعمورة، وبدأت تنهش في جسد تلك الأرض المباركة والمبارك ماحولها.
ذاك الشعب المظلوم تزداد المؤامرات عليه والتنكيل بأبناءه يوما بعد يوم، والعرب والمسلمون لايحركون ساكننا..يشاهدون عن بعد كأنها مسلسلات أكشن ومن صنع الخيال، لا أساس لها من الصحة.
ينظرون أليهم كأن أولئك البشر لايستحقون الحياة وليس لهم أمالا وأحلام كغيرهم من بني البشر..والله المستعان.
لكن الحل الفصل موجود في كتاب الله، قال تعالى:"ولينصرن الله من ينصره".
ولكن كيف ذلك؟
فقط بالعودة إلى الله عز وجل، وذلك بأن نصحح عقيدتنا. أولاً، فلايمكن للنصر أن يتم مع فساد العقيدة.
وتصحيح العقيدة يحتاج إلى كثرة علم وصلاح قلب وإلى طول مجاهدة.
ثم الإيمان العميق باليوم الأخر...وتجديد النية دوما..والدعاء..وكمال العبادة بدوام المحافظة على الصلاة والعبادات المختلفة... ومدارسة السيرة النبوية.. وتدريب النفس على الرضى...
وغيرها من الأمور التي تستحق نصر الله لنا، قال تعالى: "وكان حقا علينا نصر المؤمنين".
فإيمانك أنت ينعكس على أفراد اسرتك ومجتمعك وشعبك وأمتك..
يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.
مَا الأمَّة إلا أنَا وَأنتُم وَهُم وَهنّ، فَإذَا لَم يُصلح كلٌ مِنا نفسهُ لَم يَكُن لِلأمَّة صَلاح.
اللهم انصرنا على شهوات أنفسنا، وعلى القوم الكافرين..
* منشور من العدد 40 لمجلة منشورات الواحة
Instagram: manshurat_alwaha
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقا لتشجيعنا على الاستمرار...