امرأة لا تضل الطريق - ميرا
كل الأواني الفارغة لها ضجيج، وكذلك بعض العقول؛ ستجد الكثير من النساء لأصواتهن دويّا، ولأفعالهن التافهة شيء من بهرجة الإعلام وفي النهاية يفشلن في بناء أسرة وتربية طفل، أو ما لهذا خلقن؟! أليست البيوت دافئة بحنان عاطفتهن؟ أولسن أزهار المنازل ويفوح منهن رائحة الطمأنينة والحياة؟!
لا تلتفت إليهن فمثل هولاء لسن مثلا يُقتدى به وعليك بنساء من طراز عجيب، رباهن الإسلام لحماية المجتمع والحفاظ عليه، يعملن بجد، ويحببن بصدق، هن نبتة تثمر أسرة، فقد تجد في الريف امرأة لا تُسلط عليها الأضواء، ولكن حياتها مثال يحتذى به، تجدها بسيطة، تهش أغنامها إلى المرعى، ولكن قبل ذلك تشرق قبل الشمس، تزين بيتها وتجهز أطفالها إلى المدرسة، وتسقي أزهار حديقتها ونبتة الريحان، وتعد الطعام لأسرتها بنكهة الحب، وهناك بجوارها معلمة بجانب الاهتمام بأطفالها ومنزلها وقلب زوجها، تكون أما أخرى المئات من الأطفال في المدرسة، حنانا على حنان، تزرع الأخلاق والقيم والعلم.
وفي الجامعة ستجد طالبة تذاكر بجد وتسعى لمستقبل زاهر تتوج فيه حلمها وحلم والديها بالنجاح وردا لجميل إحسانهما، وأخرى تفتح مشروع بسيطا تعيل فيه أسرتها وتعيش بكرامة، وأخرى غاب زوجها فعاشت بما تنسجه أناملها.
أمثال هؤلاء يعشن بصدق، بطهر، بعفة لا يغريهن تبرج المتبرجات ولا عبارات المنحطين، ولا يفنيهن انتشار الفتن، ولا يحتل عقولهم فكر ضال، إنهن نساء على منهاج أمهات المؤمنين، فأمهن خديجة سيدة أعمال، وأسوتهن العالمة الفقيهة عائشة، وقدوتهن في الخير زينب، ولهن في الزهراء مثل في العفة والحياء والتربية. فتحية لكل امرأة لا تعبث بمسؤوليتها، ولا تترك لها أثرا في مستنقات الهوى، وتحية للمرأة التي تعلم أن بفسادها يفسد المجتمع إلا من رحم الله- فتتصرف بناء على ذلك، وإن رأيت غير هؤلاء النساء فاعلم أنهن ضللن الطريق.
* منشور من العدد 40 لمجلة منشورات الواحة
Instagram: manshurat_alwah
a
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقا لتشجيعنا على الاستمرار...