طريق إلى النجاح - سُهى نبيل


  

كُنتُ أظن أن الأحلام تتحقّق هكذا من دون أي شيء أن أضع قدمًا على قدم، وأن أُصفّق كلما قال لي أحدهم أحسنت عملًا، كنت أظن أني سأصل دون أي متاعب، بأني سأركض دائما بالاتّجاه الصحيح، بأني لن أخطئ الطريق أبدًا، بأني سأجد كل ما أتمنى، بأن الأحلام ستتحقق هكذا بلمح البصر، لم أكن أعلم أبدًا بأني سأتعثر كثيرًا لدرجة أنه أحيانا قد تُكسر قدمي لسبب تعثري بأحد ما مر بطريقي وشوش عليَّ الوصول، لم أكن أعلم بأني عندما أختار الطريق الذي أريد سأتحمل كلّ العواقب بعد ذلك، لم أكن أعلم بأني سأُخذل من أحدهم، وأن أحدهم سوف يترك يدي في منتصف الطريق، لم أكن أعلم أيضًا بأني قد لا أجد الطريق، وقد أُضطرّ إلى أن أعبر النّفق دون أن أعرف الوجهة التى أريد، أن يكون النفق مظلمًا تمامًا، بأن أحاول أن أُضيء أصابع يدي من أجل أن أرى الطريق، لم أكن أعلم أنّ النّجاح يحتاج إلى الكفاح، نعم إلى الكفاح حتى أصل إلى الفلاح لأن قصّة الكفاح شيءٌ كبيرٌ، نبضٌ عظيم، حبٌ جليل، أسرٌ مقيم، جبلٌ شاهق كبير، جوٌّ عليل، هواء طلقٌ نقيٌ، إن الكفاح هو قصة دائما ما تكتب على مجلدات الكُتب، ولكن لا يشعر القارئ بمدى حب الكاتب لقصة الكفاح ذاتها؛ لانه لم يعِش أي شيء منها، إن الحياة من دون كفاح كشجرة من غير جذوع ولا أغصان، كي نستمر نحتاج إلى الدفاع عن الأحلام، عن حقّنا بالآمال، أن نجد كل ما نحلم به، أن نقاتل حتى نصل، لا يهم إن خُلعت أكتافنا، ولو تمزّقت أبداننا، لا يهم أيضا إن فقدتُ نصفي في مكان ما من أجل الحلم لكني سأصل ما دمت أُحاول الوصول وكلما حاولت كلما كانت نِسبة الوصول كبيرة جدا، لا تتوقّف عند أول نقطة فشل حطّم كلّ نقطة تقِف أمامك، أنت تستطيع، ما دمت تتنفّس فأنت تستطيع!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد الشريف.. العالِم الطيار - السيد سين

فماذا أقولُ ياقُدسي - سارة سامي