أولئك هُم الضحية - حسينة المعمري

 نعم أولئك هُم الضحية بلا شك، من يقعون ضحية بسبب أبائهم.. من يكونون غير مقتنعين ببعضهم ولا يتوافقون أو يتفاهمون فيما بينهم، وكُل شخص منهم يملك نمط حياة خاصا به، ولم يفكر أباؤهم بالعواقب التي لا تؤثر عليهم ولكن تؤثر على الأبناء، فالحياة الزوجية ياسادة ليست بالحياة السهلة مثلما تتخيل الفتاة في أول نظرة لها عن الزواج أو مثلما يتخيل الشاب أيضاً، الحياة الزوجية أكبر من ذلك  فأغلب الفتيات تفرح كثيراً عندما يتقدم لها الشاب وتنسج أحلامها الوردية وتشتاقُ لرؤية نفسها وهي مُرتدية فستانها الأبيض وذلك الخاتم الجميل.. وكذلك الشاب يفرح بأنه أكمل نصف دينه وأن الناس ستقول فيه كل خير بأن فلان أثبت رجولته وتزوج.. لكن بعد ذلك هل فكرتم أيها الزوجان ماذا ستواجهان في هذه الحياة؟

عزيزتي الفتاة وعزيزي الشاب، الحياة ليست بتلك السعادة التي تظنونها، وأيضاً ليست بتلك القسوة، الحياة الزوجية فيها كثير من المتاعب و كثير من السعادة، فقد كثر بزمننا هذا أن الفتيات أصبحن يتأثرن بالقصص والروايات والأفلام والمسلسلات ومواقع التواصل الاجتماعي، وبسبب ذلك ترى وتتصور أن حياتها الزوجية ستكون كذلك وإنها خالية من المشاكل ومليئة باللحظات السعيدة فقط، وكذلك الشاب. الحياة ليست بتلك السهولة، وقبل أن تتخذ هذا القرار وقبل أن تخوض هذه الرحلة، عليك أن تفكر جيداً ومراراً وتكراراً وأن تكونوا مقتنعين ببعضكم، وأنكُم ستواجهون هذه الحياة بحلوها ومرها وجميع تقلباتها وأنكم ستتحملون مسؤولية الأطفال الذين ستنجبونهم.. أم أنكم فكرتم بأنفسكم وفرحتكم في البداية ولم تفكروا بالمدى البعيد لم يخطر ببالك أن الأطفال أولئك هُم من سيقعون ضحية فيما بعد أما أنتِ ِفستختارين طريقاً غيره،   وأنت ستختار زوجة أخرى، فلا حياة مستقرة عندما ينفصل الزوجين ولن تكون حياة مُريحة مهما حاولت، لأنهُ سيكون هناك نقص في أطفالكم وسيبقون يبحثون عن هذا النقص وقد يضطرون إلى الانحراف وقد تتأثر نفسياتهم ويصبحون مرضى بالله عليكما هل فكرتما بذلك قبل اتخاذ قرار الزواج أم أنكما فقط اتخذتماه لإكمال رغباتكم؟

فـ الآن أقول لكم أعزائي قبل أن تتخذوا قرار هذه المرحلة عليكم أن تفكروا بأنكم ستنجبون أطفالاً وهل ستتحملون جميع ظروف الحياة بحلوها ومرها لأجل أولئك الأطفال؟ هل ستتخلين أنت ِ أيتها الفتاة عن كبريائك قليلاً وتُضحين لأجلهم؟ وأنت أيها الشاب هل ستتخلى عن عنادك قليلاً وتتنازل من أجلهم؟ 

أعزائي الآباء والأمهات هذه العلاقة تحتاج إلى تنازلات من أجل بقائها والحفاظ عليها، وتحتاج تضحيات كبيرة..

 هي رحلة طويلة جداً فيها من التعب وفيها من السعادة، لكن زينتها هم أولئك الأطفال فحافظوا عليها لأجل أن تبقى بسمتهم عامرة في وجوههم ومن أجل أن لايضيعوا بهذا العالم المليء بالشوائب والمصاعب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد الشريف.. العالِم الطيار - السيد سين

فماذا أقولُ ياقُدسي - سارة سامي