بالعلم تبنى الأمم - نورية النصيري

 


على قارعة الطريق التقطت ليلى. ورقة مهترئة مكتوب عليها "العلم نور."

لكن لسوء الحظ لم تعرف ما المكتوب فيها فهي لا تجيد القراءة والكتابة.

التفتت يمنةً ويسرة لعلّ هناك من يستطيع قراءتها، وبالكاد وجدت صبياً في الثامنة عشر من عمره، وبلهفة قالت له:هل تستطيع قراءة ماكتب هنا؟

فأخذ الورقة مرتعشاٌ وبتلكئ تمتم قائلا :"العم تنور".

ثم أعادها للفتاة وذهب.

فاستبشرت خيراً وطوت الورقة وعادت إلى البيت.

لكنها غير مقتنعة ، فانتظرت قدوم جدها لعله يستطيع قراءة ما بالورقة بشكل صحيح.

وفعلا كان ذاك، وحين ردد الجد العبارة العلم نور، صعقت الفتاة.

لم تنهمر عينيها دموعا من كثرة الضحك، ولم يخفق قلبها لشدة غباء ذالك الولد بل قالت لجدها: ياجدي ماسبب تدهور التعليم في البلاد العربية؟

فأجابها قائلا: ياوردتي لا جواب عن سؤالكِ هذا سوى كلمة واحدة وهي "الجهل."

نعم الجهل.

الجهل بقوة العلم الذي بهِ تُبنى الأمم.

العلم الذي بهِ نقضي على الفقر.

العلم الذي به نستبشر بأجيال قادمة لا خوف عليها من تقلب أمواج الحياة.

يا ابنتي كم من دول عانت الحروب وتهدمت كلياً ، وبدأت من الصفر بالتعليم أولاً حتى أصبحت من أغنى الدول وأفضلها.. وما اليابان إلا خير مثال على هذا.

يا صاحبي اتق الله في وطنك.. في أجيال اهترأت وهي بين شقي الرحى، عاشت وماتت ولم تعلم من الدنيا شيئا...واعلم أن العلم يبني الأمم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد الشريف.. العالِم الطيار - السيد سين

فماذا أقولُ ياقُدسي - سارة سامي