إلى صغيرتي - رمـلة محمد

الحياةُ عبارةٌ عن مضمارٍ كبيرٍ مليءٍ بالمفاجآتِ والمخاطر... الجميعُ يا صغيرتي يسعى إلى القمةِ، وإلى الفوزِ في هذا الركضِ المتعب... نفقدُ متعةَ الحياةِ الحقيقيةِ وتفوتنا اللحظاتُ الجميلة فتتسرب الأيامُ الحلوةُ من جوانبنا لأننا نركز فقط على هدفٍ واحدٍ ولا نرى الجمالَ والأماكنَ التي وضعت لنجتاز َهذا المضمار بسهولةٍ أكثر .. نقفُ كثيرًا عند عثراتنا ، نغرقُ في لحظاتِ حزننا ونغرق في هذا السواد

نستفيقُ يا صغيرتي حين تمر خلالنا الأيام الحلوة ولم نشعر بها ... نستفيقُ بغتةً من غفلتنا وقد مضى من العمرِ ما مضى وينتهي باقي العمر حسرةً على ما فات...

ولهذا يا صغيرتي احذري أن تكوني من أولئك الذين يقضون أعمارهم بين الندمِ و التوقف عند اللحظة الأولى من الحزن...

مثلما خُلِقَ الحزنُ خُلِقَ الفرحُ أيضًا...

لا نشعر بكمال الأشياء إلا إذا عايشنا نواقضها ولكل شعورٍ حقٌ علينا

إن ما يفسد الأشياء والمشاعر هي المبالغة، المبالغة في كل شيء... لا يأتي حزنٌ دون سببٍ ولا قلق دون سببٍ.... في اللحظات التي يختل توازن القلب وتتباطأ العلاقة بين العبد وربه يصاب القلب بمتلازمة الحزن والاكتئاب... الرغد بالقرب من الله في القول والعمل واستحضار الحواس والإحساس لعبادة الله حق عبادته...

وكنصيحة أمٍ عاجزة تمامًا عن حمايتك كل الحماية في السراء والضراء عودي إلى الله.. أسرارك هي نقاطُ ضعفِك ، لا تهبيها لأحد.... ولتكن علاقاتك بالجميع علاقةَ ودٍّ وسطحيةٍ كبيرة... واجعلي خطواتك في الحياة مدروسةً ولا تكوني كغصنِ شجرٍ تتلاعبُ به الرياح ....

ونصيحة أخيرة يا ابنتي نحنُ لم نُخْلَق لنبقى هنا ولكن لنعود إلى مواطننا الأولى فأحسني الظن باللهِ وعليه توكّلي...




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد الشريف.. العالِم الطيار - السيد سين

فماذا أقولُ ياقُدسي - سارة سامي