ما بالُ أقوامٍ بتلك السخافة - دنيا مشهور

رسالتي لأولئك الناس الذين سيطر عليهم الفضول وألمَّ بهم مرضٌ لايزول، لأصحابٍ وظفيتهم وكل همِهم معرفة كل شيء، والأكثر من ذلك أن بعض الاشياء تكون واضحةً أمامهم وضوح الشمس ومع ذلك لاينفكون عن السؤال،  وكأنهم لم يخلقوا إلا للأسئلة والمباحثة في كل صغير وكبير معروف أو غير معروف، وليتها  تكون أسئلة مفيدة وإنما هي سخيفة بل في غاية السخافة، 

كأن يراكِ أو تراكَ دخلت المطبخ  يسأل ماذا تفعل في المطبخ ؟فتجيب إنني أطبخ! ثم تقوم بتقشير البطاطا يراها ثم يسألك ماذا ستفعل بها؟ تتنهد تنهيدة استغاثة، ثم تجيب!  ثم يأتي وأنت جالسٌ تطبخُ شيئاً  ما، يسألك هل وضعت الملح هل وضعت كذا وكذا ، وتستمر التساؤلات سؤال يتلوه سؤال وكل واحد منها أسخف من سابقه،  اتقوا الله، ارفقوا بمن حولكم، أوقفوا تلك السخافات، أنتم بذالك تجعلون الناس يكرهونكم يكرهون التكلم معكم ، حتى لا يريدون النظر  إليكم،  يتمنون أن تنشق الأرض وتبتعلهم ولايقابلونكم وخاصةً الناس الذين لايحبون كثرة التساؤلات ولايحبون كثرة الكلام، هؤلاء  الناس والله يتمنون لو يدفنُوكم أحياء ،اجعلوا لذواتكم قيمة ولاتسألوا إلا عن أشياء قيَّمة، وإلا فالصمت أولى، وإن كان الفضول لايدعكُم بحالكم فاسألوا أسئلة تجهلونها لا أسئلة تعلمونها منذُ  أن كنتم في عمر السنتين، أخيراً نصيحتي لكم عن تجربة شخصية لاتجعلوا من يُجالسكم يشعر بأنه سخيف  من كثرة سخافتكم، ويتمنى لحظة خروجكم من حياته ويجعل ذلك يوم عيد، احترموا ذواتكم وقدروها حتى يشعر جلساؤكم بأنهم عظماء حين يُجالسونكم  وذلك عبر انتباهكم لما تقولون وعما تسألون فكروا بكل كلمة قبل خروجها وبكل سؤال قبل سؤاله،  هل هو مناسب أم لا ، هل هذا سؤالٌ لائِق بمقامي ومقام من هم حولي أم لا، وبعد ذلك اسألوا  وإلا فألجموا أفواهكم واربطوا ألسنتكم ذلك خيرٌ لكم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد الشريف.. العالِم الطيار - السيد سين

فماذا أقولُ ياقُدسي - سارة سامي