حُلّمْ - ريم محمد درويش
ساعديني يا أمي، فأنا لا أرى،
لا أرى شيئًا ولا أراكِ أيضاً كل شيء حولي أراهُ مُظلما، ما الذي حدث لي يا أمي؟! لم أكُن أُعاني من شيء من قبل وكان نظري جيد و أستطيع أن أرى كل شيء بوضوح وأما الأن لا أرى شيئًا لا أرى... ساعديني لا أستطيع أن أعيش هكذا طيلة حياتي دون أن أرى الناس أو أشاهد التلفاز ، و تعليمي كيف سأكمله و أنا فاقدة بصري ؟! كيف سأتعامل مع غيري وأنا لا أراه؟! كيف سأذهب للخارج وأنا هكذا الطريق كيف سأقطَعهُ دون رؤيتي لتقاطع السيارت؟! أخبريني كيف سأقرأ ، أكتب، و أتعرف على الأشياء ماذا تكون، هل سأتعرف عليهم بالحواس الأخرى؟! لا أعتقد هذا، فالرؤية أهم الحواس لدي يا أمي، أرجوك ساعديني شعور الخوف كاد يَخْنقُني، خوفي بأن لا أرى مجددًا و كوني لا أستطيع تحمل ذلك.
و بعد ذلك وبعد ما شَعرت أمي بالخوف الشديد علي أخذتني إلى المستشفى وسارعوا لإجراء الفحوصات اللازمة ليتبين لهم ماذا أصاب عيني؟! و كانت النتيجة بِأنني أُصبت بالعمى ولم يتواجد أي دواء لهما.
جُننت بعد سماع كلام الدكتور، ماذا يعني بأنه لا يوجد حل لإصابتي هذه؟! لا يعقل هذا!
كنت أصرخ و أبكي
و أتمتم قائلة: هل سأصبح عمياء طِيلة حياتي؟! هل سَيُنادونني بالعمياء؟! كانت كل الأفكار تراودني بتلك اللحظة ولم أتوقف عن البكاء، بلحظة تغيرت مجرى حياتي في يوم و في ليلة تدهورت حالتي لم أكن مستوعبة ما أمر به، وهل أنا حقًا لا أرى؟!
نعم لا أرى و بات كل شيء حولي مُظلِمًا، مُنطفِئاً، وانعدمت رغبتي في العيش، فلجأت إلى خالقي الشافي المُعافي الذي لا يرد عبده إذا دعاه ويستجيب له وكان ظني به كبيرا و أنني سوف أرى بعد أيام.
يا عزيزتي استيقظي حان موعد ذهابك إلى المدرسة.
استيقظت بصعوبة لا أُريد مواجهة الحياة دون أن أرى منها شيئا، ولكن صراخ أمي جعلني أصحو وقفت مقابل أمي أصرخ : أنا أرى يا أمي، لقد عاد إلي بصري، كنت أصرخ من شدة سعادتي و أمي قد انتابها الاستغراب.
ماذا بكِ يا ابنتي.
يا أمي لم أُصب بالعمى و إنني أرى كل شيء وأراكِ وهذا أجمل شيء عندي، نظرت لي بدهشة وقالت: هل أصبتي بالجنون؟! فلم يحدث معك شيء! ليلة البارحة كنتي متعبة من المذاكرة وتركتك تنامين حتى الآن، فما الذي حدث معك؟
صمتُ قليلاً أحاول استرجاع ما حدث لي بالأمس و سألتُها هل ذهبنا للمستشفى؟ قالت: لا
جلست على الكرسي أحاول استيعاب ما الذي حدث معي، أدركت أن كل شيء حدث لم يكن إلا حُلمًا.
"الاستفادة من هذه القصة، أننا لا ينبغي أن نغفل عن نِعم الله مهما كانت، وعلينا أن نشكره عليها دائمًا، ونلجأ إليه بكل الأوقات وليس فقط بالوقت الذي نكون به بمشكلة، علينا جميعاً أن نحمد الله على صحتنا و عافيتنا ولا نستهن بهما لأننا حتماً سنندم و نمُر بمثل ما مرت به تلك الفتاة ويمكن في الأخير أن يصبح الحلم حقيقة"
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقا لتشجيعنا على الاستمرار...