المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2022

مقدمة - أثير عبدالخالق "دِجْلَة"

صورة
  رفيقي القارئ،  هذهِ الواحة ليست كأيّ واحةٍ في العالم. تفتقرُ كلّ الواحاتِ في الكون إلى ما تزخرُ بهِ واحتنا السخيّة؛ فلتخرج معنا من صحرائك المقفرة٬ إلى مكانٍ يبثّ في الروحِ السكينة والوقار، لن ترى هنا سرابًا٬ وإنما ستجد الزاد والماء لروحك. ستوحيكَ بما قد لم تحط بهِ علما، ستسلّم لكَ المفاتيح التي تبحث عنها لأبوابك المغلقة. أيها القارئين المبجّلين، هلمّوا معي في رحلتنا الجميلة٬ إلى مجلتنا الأثيرة٬ مجلة منشورات الواحة، الاي تدعوكم دائمًا لأحضانها بالحُبّ٬ وترجو لكم السلام.

صباح الخير مجدداً - دينا أحمد سعيد

صورة
  لجميع المُستيقظين باكراً، من دون مُنبهٍ إنذاري، لأولئك الذين لم يوقفهم ما حدث بالأمس، للمستعدّين للمضي قدماً، والباحثين عن فرصٍ جديدة، للراغبين في بناء المستقبل، لمحاربي عثرات الحياة، والصامدين في صدد المحاولة، من أول وجديد، دون ملل أو كلل، مرحباً بكم، إلى... دقائق البداية... الممتلئة بالصمت الهادئ، ونسمات الصباح الدافئة، لهدوء الأنفاس، وطمأنينة القلوب، والطقس الدافئ، ها هي جاءت من جديد، لتطرق أُعِين الناعسين، لإعلان موعد استقبال يوم جديد، بداية بصوت إمام المسجد، منادياً لصلاة الفجر، "حيَّ على الصلاة"، يُردد عالياً "الصلاة خير من النوم"، لتبدأ بعدها حياة جديدة، محملة بطيّات مُنعشة، لم نعشها في اليوم الذي مضى، تُشْرِق الشمس من الأفق،، لتضيء أضواء النهار، وتشع ضوء الأمل في الأنفُس، لبداية الأحلام، لرسم خطوط البداية، هواء الصباح، يبدو رائعاً في الساعات الباكرة، رائحة زكية تملأ الأجواء، ممزوجة بنقاوة الهواء، زقزقة العصافير، كأنها تنشد أنشودة مُتناغمة المخارج، واللحن العذب، سُبحان الخالق، صوت قارئ القرآن، وهو يتلو على قناة المجد، بصوتٍ له تهدأ القلوب، ويريح المهموم، را...

حوار مع غائب - رزنة صالح

صورة
  سكبتكُ في دلو عمري الفارغ لِيلدَ لي الفراق قطرات من لقاء أخرس! ظننت بأن المرض يُقرّبني منك ويُزيح غبار السنين المُتراكم، ولكني حين استيقظت على قُبلتك الباردة تذكرت بأنكَ صنعتَ من الغياب حجّة لكي لا تزورنِي. قُبلة الموت دافئة جدًّا لِذلك مُذ رحيلك وأنا لا أشعر بالبرد، فكرت كثيرًا في التوقّف عن تسطيرك بين النصوص لكون الشوق بات يأكل روحي ولا تُخفي تجاعيده الكلمات! تذكرت مؤخرًا بأن الكتابة همزة الوصل بيني وبينك، هل تعلم ما المؤلم! بأنكَ القريب الذي لا أستطيع لمسه والبعيد الذي لا أستطيع نسيانه، بالرغم من تكاثر فروع السنوات على جذور مُهجتي الذّابلة! إلا أني أراك الشعر الأبيض في جمجمة الأيام الخافتة على جفني الكثير من الدّموع المطرزة بخيط من الأسى هل تظنها دموعي أم دموعك؟ ماذا لو رحلت أنا إليك ألن تبتسم الغيوم؟ لقائي مع الموت لا يُخيفني لكوني سوف أصل إليك! والسماء تبتسم لترابي، وينهش غيابك قلب ورقتي المثقوب! عاشقة أنا ولكن عشق كفن وتراب! هُنا تعود الحياة للقلب، هذا القلب مسكون بك ولا أعلم أن كُنت مُصابة بهوس الغياب، صدقنيّ أنا ابنة غيابك حين لج شوقي إليك مات كُلّ لقاء لي مع الحياة،...

وطننُا الضائع.. شعبنا المغلوب! - زهور اليافعي

صورة
  شعبٌ لم يقضِ عليه الجوع ولا القصفُ ولا الرّصاص... شعبٌ ترك دينَهُ وقلّ وَعيُهُ... شعب قتلهُ الجهل قبل الحَرب ولا توجد مُصيبة أعظم من ذلك لأن الجهل"أم المصائب"! شعبٌ رضي بالظلم وسكَت عنه فاستحق الباطل... حُكامه السبب في تجهيله وهو استسلم ورضخ... فطغى وتجبّر الظالم على حساب المظلوم ومارس معه سياسة التجويع كي لا يُفكر بشيءٍ سوى كيف يُدبر قوت يومه ليس شيئاً آخر، وسلبوا منه حقه وحُريته وكرامته. لكن هذا المظلوم شريك في الظلم أيضاً لأنهُ تعايش معه بسبب الخوف والذل، فعاش في ذُلٍ أبشع وأعظم مما خافهُ. وفي ذلك يقول علي بن أبي طالب: "الناس من خوف الذُل تعيش في ذل". وأين نحنُ من الحقّ الذي قال عنه أيضاً: "الحق سيف على أهل الباطل"، لماذا أضعنا حقوقنا وتنازلنا عنها ببساطة إذاً؟ إذا تمادى الظالم فالرعيّة هم السبب في ذلك، لأن زواله وبقاءه يعتمد عليهم، كم يخونون ويغدرون فيما بينهُم ليرفعوا سقف مصالحهم.. لم يتركوا لنا شيئاً من هذا الوطن سوى"اسمه". جعلوا من لا حول له ولا قوة ضحيّة كُل ما يحدث! أصبح القوي مِنا يأكُل الضعيف، والغني لا يشعُر بالفقير واستحوذ عليهم حُ...

طريق إلى النجاح - سُهى نبيل

صورة
   كُنتُ أظن أن الأحلام تتحقّق هكذا من دون أي شيء أن أضع قدمًا على قدم، وأن أُصفّق كلما قال لي أحدهم أحسنت عملًا، كنت أظن أني سأصل دون أي متاعب، بأني سأركض دائما بالاتّجاه الصحيح، بأني لن أخطئ الطريق أبدًا، بأني سأجد كل ما أتمنى، بأن الأحلام ستتحقق هكذا بلمح البصر، لم أكن أعلم أبدًا بأني سأتعثر كثيرًا لدرجة أنه أحيانا قد تُكسر قدمي لسبب تعثري بأحد ما مر بطريقي وشوش عليَّ الوصول، لم أكن أعلم بأني عندما أختار الطريق الذي أريد سأتحمل كلّ العواقب بعد ذلك، لم أكن أعلم بأني سأُخذل من أحدهم، وأن أحدهم سوف يترك يدي في منتصف الطريق، لم أكن أعلم أيضًا بأني قد لا أجد الطريق، وقد أُضطرّ إلى أن أعبر النّفق دون أن أعرف الوجهة التى أريد، أن يكون النفق مظلمًا تمامًا، بأن أحاول أن أُضيء أصابع يدي من أجل أن أرى الطريق، لم أكن أعلم أنّ النّجاح يحتاج إلى الكفاح، نعم إلى الكفاح حتى أصل إلى الفلاح لأن قصّة الكفاح شيءٌ كبيرٌ، نبضٌ عظيم، حبٌ جليل، أسرٌ مقيم، جبلٌ شاهق كبير، جوٌّ عليل، هواء طلقٌ نقيٌ، إن الكفاح هو قصة دائما ما تكتب على مجلدات الكُتب، ولكن لا يشعر القارئ بمدى حب الكاتب لقصة الكفاح ذات...

حُلّمْ - ريم محمد درويش

صورة
  ساعديني يا أمي، فأنا لا أرى، لا أرى شيئًا ولا أراكِ أيضاً كل شيء حولي أراهُ مُظلما، ما الذي حدث لي يا أمي؟! لم أكُن أُعاني من شيء من قبل وكان نظري جيد و أستطيع أن أرى كل شيء بوضوح وأما الأن لا أرى شيئًا لا أرى... ساعديني لا أستطيع أن أعيش هكذا طيلة حياتي دون أن أرى الناس أو أشاهد التلفاز ، و تعليمي كيف سأكمله و أنا فاقدة بصري ؟! كيف سأتعامل مع غيري وأنا لا أراه؟! كيف سأذهب للخارج وأنا هكذا الطريق كيف سأقطَعهُ دون رؤيتي لتقاطع السيارت؟! أخبريني كيف سأقرأ ، أكتب، و أتعرف على الأشياء ماذا تكون، هل سأتعرف عليهم بالحواس الأخرى؟! لا أعتقد هذا، فالرؤية أهم الحواس لدي يا أمي، أرجوك ساعديني شعور الخوف كاد يَخْنقُني، خوفي بأن لا أرى مجددًا و كوني لا أستطيع تحمل ذلك. و بعد ذلك وبعد ما شَعرت أمي بالخوف الشديد علي أخذتني إلى المستشفى وسارعوا لإجراء الفحوصات اللازمة ليتبين لهم ماذا أصاب عيني؟! و كانت النتيجة بِأنني أُصبت بالعمى ولم يتواجد أي دواء لهما. جُننت بعد سماع كلام الدكتور، ماذا يعني بأنه لا يوجد حل لإصابتي هذه؟! لا يعقل هذا! كنت أصرخ و أبكي  و أتمتم قائلة: هل سأصبح عمياء طِيلة حي...

أولئك هُم الضحية - حسينة المعمري

 نعم أولئك هُم الضحية بلا شك، من يقعون ضحية بسبب أبائهم.. من يكونون غير مقتنعين ببعضهم ولا يتوافقون أو يتفاهمون فيما بينهم، وكُل شخص منهم يملك نمط حياة خاصا به، ولم يفكر أباؤهم بالعواقب التي لا تؤثر عليهم ولكن تؤثر على الأبناء، فالحياة الزوجية ياسادة ليست بالحياة السهلة مثلما تتخيل الفتاة في أول نظرة لها عن الزواج أو مثلما يتخيل الشاب أيضاً، الحياة الزوجية أكبر من ذلك  فأغلب الفتيات تفرح كثيراً عندما يتقدم لها الشاب وتنسج أحلامها الوردية وتشتاقُ لرؤية نفسها وهي مُرتدية فستانها الأبيض وذلك الخاتم الجميل.. وكذلك الشاب يفرح بأنه أكمل نصف دينه وأن الناس ستقول فيه كل خير بأن فلان أثبت رجولته وتزوج.. لكن بعد ذلك هل فكرتم أيها الزوجان ماذا ستواجهان في هذه الحياة؟ عزيزتي الفتاة وعزيزي الشاب، الحياة ليست بتلك السعادة التي تظنونها، وأيضاً ليست بتلك القسوة، الحياة الزوجية فيها كثير من المتاعب و كثير من السعادة، فقد كثر بزمننا هذا أن الفتيات أصبحن يتأثرن بالقصص والروايات والأفلام والمسلسلات ومواقع التواصل الاجتماعي، وبسبب ذلك ترى وتتصور أن حياتها الزوجية ستكون كذلك وإنها خالية من المشاكل ...

بالعلم تبنى الأمم - نورية النصيري

صورة
  على قارعة الطريق التقطت ليلى. ورقة مهترئة مكتوب عليها "العلم نور." لكن لسوء الحظ لم تعرف ما المكتوب فيها فهي لا تجيد القراءة والكتابة. التفتت يمنةً ويسرة لعلّ هناك من يستطيع قراءتها، وبالكاد وجدت صبياً في الثامنة عشر من عمره، وبلهفة قالت له:هل تستطيع قراءة ماكتب هنا؟ فأخذ الورقة مرتعشاٌ وبتلكئ تمتم قائلا :"العم تنور". ثم أعادها للفتاة وذهب. فاستبشرت خيراً وطوت الورقة وعادت إلى البيت. لكنها غير مقتنعة ، فانتظرت قدوم جدها لعله يستطيع قراءة ما بالورقة بشكل صحيح. وفعلا كان ذاك، وحين ردد الجد العبارة العلم نور، صعقت الفتاة. لم تنهمر عينيها دموعا من كثرة الضحك، ولم يخفق قلبها لشدة غباء ذالك الولد بل قالت لجدها: ياجدي ماسبب تدهور التعليم في البلاد العربية؟ فأجابها قائلا: ياوردتي لا جواب عن سؤالكِ هذا سوى كلمة واحدة وهي "الجهل." نعم الجهل. الجهل بقوة العلم الذي بهِ تُبنى الأمم. العلم الذي بهِ نقضي على الفقر. العلم الذي به نستبشر بأجيال قادمة لا خوف عليها من تقلب أمواج الحياة. يا ابنتي كم من دول عانت الحروب وتهدمت كلياً ، وبدأت من الصفر بالتعليم أولاً حتى أصبحت م...

إلى صغيرتي - رمـلة محمد

صورة
الحياةُ عبارةٌ عن مضمارٍ كبيرٍ مليءٍ بالمفاجآتِ والمخاطر... الجميعُ يا صغيرتي يسعى إلى القمةِ، وإلى الفوزِ في هذا الركضِ المتعب... نفقدُ متعةَ الحياةِ الحقيقيةِ وتفوتنا اللحظاتُ الجميلة فتتسرب الأيامُ الحلوةُ من جوانبنا لأننا نركز فقط على هدفٍ واحدٍ ولا نرى الجمالَ والأماكنَ التي وضعت لنجتاز َهذا المضمار بسهولةٍ أكثر .. نقفُ كثيرًا عند عثراتنا ، نغرقُ في لحظاتِ حزننا ونغرق في هذا السواد نستفيقُ يا صغيرتي حين تمر خلالنا الأيام الحلوة ولم نشعر بها ... نستفيقُ بغتةً من غفلتنا وقد مضى من العمرِ ما مضى وينتهي باقي العمر حسرةً على ما فات... ولهذا يا صغيرتي احذري أن تكوني من أولئك الذين يقضون أعمارهم بين الندمِ و التوقف عند اللحظة الأولى من الحزن... مثلما خُلِقَ الحزنُ خُلِقَ الفرحُ أيضًا... لا نشعر بكمال الأشياء إلا إذا عايشنا نواقضها ولكل شعورٍ حقٌ علينا إن ما يفسد الأشياء والمشاعر هي المبالغة، المبالغة في كل شيء... لا يأتي حزنٌ دون سببٍ ولا قلق دون سببٍ.... في اللحظات التي يختل توازن القلب وتتباطأ العلاقة بين العبد وربه يصاب القلب بمتلازمة الحزن والاكتئاب... الرغد بالقرب من الله في القول ...

لنكن حقيقيين - نجاة البكاري

صورة
وهمست همسة صمت متعجبة مما نحن فيه، مجالسة الليل الونيس والفكر الشارد والتأمل في نجومه ومدى بريقها، كل منها لها جمالها الفاتن، تتراقص حول القمر متباهية بشكلها، دائما ما تراودني أسئلة كثيرة   ‏لمَ نحن من الداخل مختلفون؟!   ‏لمَ نحمل أرواحًا ليس لها أصل بذاتها؟!  ‏كأن تكون في مجلس نساء تخبرك إحداهن عن شغفها وحبها للحياة وللعمل، وطبيعتها تعكس ذلك تماما   ‏لمَ التصنع؟!  ‏ ولتكن فعلا تحب عملها كما تدعي  ‏ لمَ نحن لا نتقبل كلامها؟!  ‏ داخلنا يحكي شيئًا، وخارجنا شيئًا آخرا  ‏لمَ لا نصدق القول؟!  ‏في تعابير ملامحنا تظهر بواطننا، مضيت وأنا حائرة في أمري، وما إن ركبت العربة إلا وأسمع حديثًا بين الراكب والسائق يحدثه عن مدى حبه لزوجته وعائلته، وأنه يعيش حياة من الرفاهية.  ‏وما هي إلا ثوانٍ، ويرفع الصوت على تلك الأغنية الحزينة، تحكي قصة فقد وشوق تبعثر صاحبها   ‏لمَ لا تستمتع بأغاني أكثر فرحة، كما تدعي أنت   ‏لمَ هذا الاختلاف في شخصياتنا؟!  ‏أخبرتني طفلتي اليوم بأن زميلة لها فاجأتها والدتها بكعكة صغيرة؛ تحتفل بع...

ما بالُ أقوامٍ بتلك السخافة - دنيا مشهور

رسالتي لأولئك الناس الذين سيطر عليهم الفضول وألمَّ بهم مرضٌ لايزول، لأصحابٍ وظفيتهم وكل همِهم معرفة كل شيء، والأكثر من ذلك أن بعض الاشياء تكون واضحةً أمامهم وضوح الشمس ومع ذلك لاينفكون عن السؤال،  وكأنهم لم يخلقوا إلا للأسئلة والمباحثة في كل صغير وكبير معروف أو غير معروف، وليتها  تكون أسئلة مفيدة وإنما هي سخيفة بل في غاية السخافة،  كأن يراكِ أو تراكَ دخلت المطبخ  يسأل ماذا تفعل في المطبخ ؟فتجيب إنني أطبخ! ثم تقوم بتقشير البطاطا يراها ثم يسألك ماذا ستفعل بها؟ تتنهد تنهيدة استغاثة، ثم تجيب!  ثم يأتي وأنت جالسٌ تطبخُ شيئاً  ما، يسألك هل وضعت الملح هل وضعت كذا وكذا ، وتستمر التساؤلات سؤال يتلوه سؤال وكل واحد منها أسخف من سابقه،  اتقوا الله، ارفقوا بمن حولكم، أوقفوا تلك السخافات، أنتم بذالك تجعلون الناس يكرهونكم يكرهون التكلم معكم ، حتى لا يريدون النظر  إليكم،  يتمنون أن تنشق الأرض وتبتعلهم ولايقابلونكم وخاصةً الناس الذين لايحبون كثرة التساؤلات ولايحبون كثرة الكلام، هؤلاء  الناس والله يتمنون لو يدفنُوكم أحياء ،اجعلوا لذواتكم قيمة ولاتسأل...

أهل الوفاء - عبد الله محمد الجوفي

صورة
كان الرجل منهمكا في عمله كالمعتاد، يرتبه، وينفذ خطواته ومراحله، لا يشغله شاغل عن ذلك، وكان هذا ديدنه ونهجه؛ بذل الجهد دونما انتظار لمقابل..  فقد أثبتت الأيام العجاف تمسكه بمبدئه الذي كان كثيرا ما يرد به على من يلومونه على ما يلاقي من إرهاق وعناء في ظل الحرمان من المستحقات القانونية، فكان يرد عليهم : طالما أنني قبلت بالبقاء في هذا العمل فلا بد أن أوفيه حقه من الجهد والإتقان، ولابد من الإنصاف من رب العالمين ، أما البشر فلا تأمل فيهم كثيرا . وفي صبيحة يوم من الأيام وهو على تلك الحال من الجد والاجتهاد في عمله ، كسر حاجز الصمت الذي كان منتشرا في المكان ، صوت تتطاير موجاته في المحيط وكأنها تسبح في الهواء رويدا رويدا، حتى لامست سمعه المرهف ، الذي بدوره نقلها فورا بسرعة يعجز البشر أن يبلغ حدا بسيطا منها ، حتى سلمها للدماغ ، الذي ترجمها بدقة بديعة ، وأمينة ، وإذا بصاحبنا تصله رقيقة واضحة ، ألا وهي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها المثابر .. فيبادر برد السلام ، وهو يلتفت نحو مصدر الصوت ، فيشاهد ثلاث شخصيات أمامه ، بادر إليهم بوجه بشوش مطلقا الترحيب من نظراته قبل حلو الترحيب من ...

حفل تخرج - إيمان التويتي

صورة
  بداية قبل أن تبحروا معي في هذا الموضوع لا تأخذوا كلامي من باب التشدد ومن هذا القبيل إنما هو من باب التذكير والتوضيح لأننا حتمًا جميعًا سنصل لتلك اللحظة التي سنُسأل فيها عن شبابنا ومالنا ووقتنا وعلمنا... فأعدوا الجواب المناسب لهذه الأسئلة... ألم تسمعوا كلام نبينا حين قال: ((لن تزول قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسأَلَ عن أربعِ خِصالٍ: عن عُمرِه فيما أفناه، وعن شبابِه فيما أبلاه، وعن مالِه من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن عِلمِه ماذا عمِل فيه))حديث صحيح. حفل تخرج كلمة لكنها تعني الكثير...فهل قيل لك أن الملكين هذا اليوم لا يسجلان كل شيء تعمله! أم أنك تتوقع أن في مثل يوم كهذا كل شيء مباح لك! هل التبرج أمر هين؟ أم المزاح مع الجنس الآخر شيء طبيعي؟ هل لبس المزين والملون سيظهر قيمتك في أعلى عليين؟ أم أن تلك العطور الفواحة ستجعلك تبدو إنسانًا متحضرًا؟ هل تلك الصور المختلطة التي تأخذونها مع زملائكم وزميلاتكم ستكون ذكرى جميلة كما تخططون لها؟ أم أنها ستكون لعنة على حياتكم ومصدر بؤس عليكم؟ وذلك اللباس الفاخر الذي تتباهون فيه ويظهر من الجسد أكثر مما يخفي هل سيكون لنا وقاء وسترا من نار جهنم أم ...