أخواتي السبعة - نجاة البكاري



أتتني ابنتي البارحة بصورة عبر شاشة الجوال فيها أخواتي السبعة 
قالت: ينقص هذة الصورة أنتِ لتكتمل 
تعمقت في الصورة وتنهدت تنهيدة طويلة تحكي ألف رسالة ورسالة 
أسهبت في الحديث عنهم وعن نظراتهم في تلك الصورة، كانت عن يميني تستمع، لتأتي أختها عن يساري 
قلت لهم: تلك هي أختي الكبيرة، انظر لعينيها ماذا تقول؟
كن يتأملنني بصمت وتعجب، اختلاس نظرهن لي يوحي بأنني أهذي، لكنني واصلت الحديث، ففي بريق عينيها دعوات ونصائح كثيرة، دائما ما تقول لي: الله يجمع شملنا عما قريب
تلك الحنونة الخدومة المعطاءه للخير
أحبها؛ فهي أمان قلبي المنهك وسفير قلمي المتعب ومقلة أمي

وسرعان ما أشرت لعيني أختي الثانية وقلت: تلك هي أفراح النسمة الهادئة لم تأخذ من اسمها نصيب؛ فنصيب اسمها وزعته لكل من حولها وأغرقتهم فرح وسعادة، إنها أمكم الثانية من بعدي،كم تفتقدني لا أحد يفهمها مثلي، وإن كنا تشاجرنا كثيرا أيام الصغر، لكن البعد كان كفيلا بقراءة ما خلف العيون...

وذهبت إلى الثالثة جميلة، أخبرتهم عن مغامرتنا سويا، وكم كانت قريبة منها جدا؛ هي تؤم روحي وأكثر شخص يفهمني، أخبرتهم كم هي قوية ومكافحة وأن الوفاء خلق منها ولو خانها الجميع، وعيناها تخبرني أفتقدك يا نجاة...

ثم حولت بصري لأختي الرابعة، ابتسمت ابتسامة طويلة، ذكرت فيها تنمري عليها؛ هي لا تشبهنا أبدًا السمراء الجميلة ذات العينين الناعسة منال، أخبرتهم أن قوتها في صمتها، وأن الحلم من صفاتها، أكثر وحده بكت أمي عليها حين زوجتها، مراهقتها لم تغلبها، هادئة رغم ضجيج البيت...
هي أيضا عيناها تقول: كم نشتاق إليك يا نجاة!

ونظرت إلى الخامسة الطويلة الأنيقة محبة الموضة، ذات الدراما ؛ فدموعها طارفة من رقة قلبها، ضحكتها ساحرة، عفوية سموحة، انظرن عينيها، صدقوني هي تبكي حنينًا لي أدرك هذا الشعور...

ثم أشرت إلى السادسة الطير الحر الهديل النادر أنيست البيت وسعادة الروح، وحب أمي وأبي...
تلك التي لا تبوح بما داخلها كثيرا، ولكننا نفهمها من وضوحها الصريح، هي لا تهتم لمن لا يهمه، تهتم لمن حولها فقط، تلك هي المعادلة الحسابية الصعبة(س ص) لا يحلها إلا من سكن فؤادها

وهنا نظرة آخر العنقود شموخ ذات العز والفخر، تلك التي وضعتها أمي، وقد حرمت من تقبيل جبينها، حرمت من أن أعيش معها؛ حيث تزوجت والدكما وأمي حامل بها، إنها البيضاء الجميلة الفاتنة الفذة، انظرن إليها أليست تخطف القلب؛ فلطالما خطفت الجوال من يد أمي حين تسمع صوتي، تقول أحبك نجاة متى تأتين؟!

لم يكتمل الحديث في داخلي، وأنا أخبر بناتي عن أخواتي، لتأخذ مني ابنتي الجوال وتمسح دموعي وهي تردد ليتني لم أرك الصورة، وتقول أختها الثانية نحن أخواتك السبعة يا أمي…
قبلتهم وأنا أتمتم عسى الله أن يرد لي بصري برؤيتهم جميعا، كما رد لسيدنا يعقوب نظره بيوسف عليهما السلام.

تعليقات

  1. وصلنا الشعور قبل الكلمات، ابداع في الوصف، معاني عميقة، خيال واسع، حب صادق… دمت ودام قلمك رقراقاً

    ردحذف

إرسال تعليق

اكتب تعليقا لتشجيعنا على الاستمرار...

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد الشريف.. العالِم الطيار - السيد سين

فماذا أقولُ ياقُدسي - سارة سامي