صراع بين الضوء والظلام عديلة المسعدي ومن بين تناقض الظلام الحالك وضوء النجوم الساطع كانت هناك كلمات تترنح على إيقاع قيثارة الفن اللغوي الجزيل، فكانت كـبدر الليالي بضوء شفافٍ يتلألأ، يحيطه عددٌ من نجوم السماء لتشير أنه لا بد للأمنيات أن تَنال حليّ السعادة بها وأن تُحاط بالقلب وتكون له السياج المنيع كما تُحاط النجوم بالقمر. ومن أعاصير الإحباط وكثرة العثرات وتراكم الانتقادات أردتُ تحدي الظروف وأن أنتزع تلك الأفكار السوداوية من مخيلة الجميع عني... وحين وصلت إلى مشارف النهاية أحسست برعشة تمضي في عروقي وشعرت بأن قلبي منعدمٌ تسودهُ الندوب، وكأن شريان الحياة ملتف حول عنقي، حينها تذكرت طائر السنونو المذكور في الأساطير القديمة.. كان يقال له الطائر الذكي والمحب.. أردت حينها أن أُحلقَ مثله، وأدع أحرفي تحلق في سماء الإزهار بخفتها، ومن بعد كل تلك المشاق والصعاب أخيرًا ارتسمَت على شفتيّ ابتسامة الفرح وخاب ظنك يا عزيزي. وهنا يا قارئي العزير أترك لك مساحةً لجواب السؤال. هل يستسلم المرء وينهزم من الصعاب التي تواجهه؟ في انتظار الجواب.. * منشور من العدد 39 لمجلة منشورات الواحة Instagram: manshu...
المشاركات
عرض المشاركات من نوفمبر, 2023
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
في أمّس الحاجة علي الأزرق إننا في أمّس الحاجة إلى نهضةٍ فكريةٍ معرفيةٍ لمعرفة حقيقة كوننا، لِنُغذي النقص السائد الذي يخاله التفكير غير المنهجي الذي قد يؤدي إلى مأزق اللامعرفة (يقصد المعرفة غير المصحوبةِ بتطلعٍ كافٍ لمَا يجري من حولك)، فنحن أفضل مخلوقاتِ الله، والله يرعى مخلوقاته جميعًا، فالإنسان له مكانةٌ مميزةٌ بين مخلوقات الله، فقد قال الله -تعالى-: ﴿ولقد كرمنّا بني آدم وحملنهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلا﴾، وهذا يعني أن الإنسان مخلوقٌ مكرمٌ ومفضلٌ، وأن هذا التكريم لجميع بني آدم وليس خاصًا بالمسلمين فقط، فقد قال -تعالى-: ﴿قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي﴾، فهذا تكريم لبني آدم أن الله خلق آدم بيديه، ونفخ فيه من روحه، فقد قال -تعالى-: ﴿ونفخت فيه من روحي﴾، وهذا تكريمٌ آخر على أن الإنسان فيه نفخٌ من روح الله. وأيضًا أن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم، فقد قال -تعالى-: ﴿لقد خلقنا الإنسان في أحسنِ تقويم﴾، أي أنه خلقه في أعدل قامةٍ وأفضل هيئة، وجعله متكلمًا مفكرًا، بصفةٍ ليست موجودة في باقي مخلوقاته. ومن تكريم الله للإنسان أنه أمر المل...
فُقدان
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
فُقدان رندا الصيرفي ما بين مرضٍ وقد رحلَ جدي، أكتبُ اليوم لأول مرةٍ عن فُقدان روحي العُظمى، أكتبُ وعينايَ تهرُبان، وأتساءل أي حُزنٍ صابه على الورق، أكتبُ وأنا هاربة مِن فجيعةِ فُقدانِك، وفراغِ مِقعدك، وتلاشي ذِكر اسمك. - أيا جدي، أُنادي روحًا متغيبةً لا تُجيبُني، أنا الهارِبة مِن حقيقة الدُنيا، والنائِمة بحُلم انتظارِك، أرجو من اللهِ الصبرَ والسِلوان. - أيا جدي، وبقى صوتك عالِقًا فِي بالي رُغم غِيابك، وبقت ملامِحك هيَ الأجمل فِي عيني مع أن الثرى قد غطاها، وبقى قلبكَ هو أحن قلبٍ عليّ، مع أنهُ قد توقفَ عن النبض. - أأُحدِثهم عنكَ يا من اعتبرته وطني وسندي وأبًا لي أم أكتفي باختفائك؟! دعوت كَثيرًا طالبةً من الله أن يوقظني على خبر شفائك، ولكِنني استيقظت على كابوسٍ يخترقُ صلابتي ويُسقطني أرضًا، إن الألم قد تمكنَ مِني وباتَ يُطاردني كُل ليلة أتذكرُ فيها أن الزِيارة الأخيرة لم تكُن مِن نصيبي، وأني ما ودعتُك حق وداعِك، تمنيتُ كثيرًا أن يكون موتكَ حُلمًا وترجعُ لنا وتضحكُ بيننا، ولكِني لم أصحُ إلا على كابوسٍ وأنا أراكَ أمامي مُدثرًا يتوسدُ جسدكَ الكفن، وعِظامك بدأت تختلط بالتراب، بكيت حينها...
أحرفٌ مبتورة - علي برك باجمّال
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى

أبعثُ إلى غزة نسائم سلامٍ وأنثرُ قطرات أملٍ إلى حاملي الحجارة، من كبُرَ إصرارهم وعزمهم؛ فحملوا صواريخ النصر على أكتافهم. إلى أحرفي المبتورة بخنجر الخذلان، إلى جرحي الغائر من فرط الحنين والشوق لغزة. أن تملك أبجدية الكلام ثم تتلعثم سطورك ويُخرس قلمك لا لأنه عجز بل لثقلِ شفتيه بالنطق عن الأم العظيمة التي دوماً تلدُ الأحرار. المآذن تئن يا غزة، سلبوها جسدها الطويل، طحنوها في الأرض وباتت تصرخ، للمآذن صوتٌ لا يسمعه إلا الأحرار. كل شيءٍ يخذلني يا غزة، حتى عندما أزاول شهيقي وزفيري أتذكر شهداءكِ الأبطال، أشعر بالحزن لفقدان الأرواح البريئة والممتلئة بالحلم والأمل. لا عليكِ يا غزة فإنه (لا يشتري القدس من باع العراق، ولا يبكي لصنعاء من لم تبكه حلب، ستنتهي الحروب يوما، ويعود الزيتون فلسطينيا والياسمين دمشقيا والبن والعسل يمنيا، والصوت عراقيا ويعود النصر إسلاميا والعز عربيا). فلكِ السلام يا غزة وكان الله بعون أبطالك الأفذاذ ودمتِ عِزةً للعرب أجمعين!
من اليمن السعيد إلى غزة الصمود - هيفاء صالح
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى

سلامٌ عليك؛ حيث لا سلام بكِ ورحمةٌ من الله وبركاته عليكِ، قبل أن نتحدث معك وعنكِ: نطلب منك العُذر ما أكبر خيبتنا يا غزة بعروبتنا كم قصم ظهرنا تخاذلُنا كل أمجاد العروبة باتت حضيضاً أمامك دعي ذكر العرب جانبا؛ سبق قولي أشلاء شعبك ودماء أهلك وبطش أعدائك فلم يجدي فيهم نفعا.. كم أنتِ فخورة بأهلك يا غزة؟ فدوكِ بأموالهم وبيوتهم وحاضرهم ومستقبلهم وبأبنائهم وأهلهم وأنفسهم! ياه! كم هم عظماء يا غزة! حين أصبح على عهد الرسول والصحابة آلالاف السنين أتى شعبك ليرينا كيف هو الإيمان الحق؛ والتسليم المطلق؛ والرغبة الصادقة في نيل الحق، "نصرا أو شهادة". رأينا عزة الأسلام تتجلى في أقوالهم وأفعالهم، أرونا بكل ما تحمله الكلمة من معنى "الرضاء بقضاء الله وقدره". عجبًا يا غزة هل هم بشر أمثالنا! أم وتالله لهي معيّة الله متشعبة في نفوسهم، ورحمته محاوطة أرواحهم! يا الله كم تحبهم! كم تحبهم؛ حتى جعلت بلاءهم عظيماً لهذه الدرجة!؟ (قوم يحبهم الله ويحبونه) طوبى والله طوبى .. كم سهرًا وأرقًا تجرعوه.. كم روعًا وخوفا وحرقة ابتلعوه.. كم صرخة تصدعت في زوايا شمالك وجنوبك.. أعين الأمهات فيك جفت، وقلوب الآ...
قراءة في مستقبل فلسطين - إدريس إسماعيل
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى

ستغرقُ في دموعك والدماءِ ويُجري كوننا سُفنَ العزاءِ ستُطمسُ من خريطتنا وتبقى تضاريسًا مُخلّدةَ الإباءِ ستلعنُك المواضي، والأواتي ك(هتلر) إن صفحت عن العداءِ ستدرك أن بطن الأرض خيرٌ من الظهر الشديد الانحناء سيولد كلّ ثانيةٍ جبانٌ وتزرع أنت جينات السماء ستحفرُ خندقًا في غير متر جوار أولي الشهادةِ، والفداء ستهجر عالمًا خذلوك لكن ستعجن كوكبًا من كبرياء ستمتحنون حتّى أن تصيروا سوى للثأر من دون انتماء مذ استنشقت ضوء العيش كانت ومازالت فلسطين الفناءِ فتكشف صدرها للموت قبرًا أليس ملاجئًا للأبرياء..!؟ أليس يليق بالزيتون ألّاي جفّ بريقهُ عينُ المهاءِ ..!؟ أليس لنخلة في القدس حقٌّ بأن لا يستظلّ بها مسائي ..!؟ أليس لغزّتي أمرٌ، و نهيٌ وقال الله: كوني ما تشائي ..!؟ بلادٌ ساكنوها حين جاؤا _إليها_ باركوها كالدّعاءِ..!! وأيديهم مكبّلةٌ يقرّ ال وجود بهم فتوحات الجلاءِ * منشور من العدد 39 لمجلة منشورات الواحة *تدقيق لغوي: بليغ الطيار
أرض الرمال والألم - إسحاق الجابري
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى

في أرض الرمال والألم، ترتفع القصص المجروحة في كل طريق، غزة.. قلب فلسطين الحزين. أعمدة الدمار تخترق السماء، وجحيم الألم يسكن في كل زاوية، أطفالٌ يلهون بأشلاء الأمل، وأمهاتٌ يبكين أطفالهن الذين رحلوا قبل حتى أن يتجاوزوا أعمارهم الزاهية. كل يوم في غزة يرتفع الدم ويزداد الجرح، وتندمل الأحزان في مسام القلوب الجريحة، فكيف تنام النفوس في مسراها وحولها هجمات الظلم والعدوان؟ الأطفال يقاومون بلا سلاح، ويبنون آمالهم من واقع محطم، يراهنون على أن المستقبل سيكون أفضل، ولكن كيف يكون الغد أفضل والحاضر فيه قسوة الحروب والدمار؟ أناسٌ يعزون جميع الحقوق والأماني، يبحثون عن قشة أمل لتعلو آمالهم المنهكة، فلم يعد لديهم سوى صبر يتلاشى يومًا بعد يوم، ولكنهم ما زالوا يثقون بعدالة سمائهم وبأن يومًا ما ستتفتح أبوابا للحرية. مع كل قصفٍ يَطال غزة، ينبعث روح الصمود من ضياع الأمان، يتملّص الشجاعة من ظلم الاحتلال، وتنتصر الإرادة على كل خنوع. ففي كل شوارعها وأحيائها، تنشأ قصائد الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لترفرف راية الكرامة فوق تلك الأرض المنكوبة. غزة، أنتِ لستِ وحدك، نحن هنا نعاني ونجاهد بك، معك في كل محطةٍ من محطات ...
النّظرات في أفقِ الكتابة - فكري محمد خالد
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى

تضيقُ بعضُ النّظرات في أفقِ الكتابة ويقتصِر إبداعهم على قَضايا محدودة، فهم يُغيِرون في حدود مُستقنعة للحدْس والتّجربة الشّخصية، ما يعدّ من الأمور السلبيّة على الكتَّاب من حيث التّفكير وفيما يتعلّق بالإدراك الشّامل لأفكارهم. تَدعو عمليّة الكتابة إلى إبداع وتفكير، ولن تأتي الأفكار بالوقت المَحدود والضيّق، فعلى الكاتب أن يظهر حُضورَه في كلّ مكان، وأن يُبدي رأيه ويعبّر عن إعجابه ويقدّم النّقد أيضًا، ويأتي المَعنى الشّامل لكل ذلك من خلال الاطّلاع على كلّ ما هو جديد وتوضيح وجهات النظر المختلفة. بالنّظر إلى مُعاناة الناس واستِيعابها، يمكن للكاتب أن يجلبَها إلى قالب أدبي راقٍ. فالأدب ليس مجرّد أداة للتّسلية، بل هو وسيلة للتّواصل والتأمّل في تجارب الحياة، ومن خلال هذه المقالة الأدبية، نحاول تَجسيد هذه الفكرَة وتَحقيق التّواصل بين الكاتب والقارئ. كتاباتك تَستَدعي القدرة على التّخيّل والتّفكير النّقدي، عبّر عن أفكارك بشَغف، واختَر الكلمات بعناية لتُصوّر للقارئ أفكارك بشكلٍ واضح، استخدِم الأسلوب الأدبي في تنظيمِ الأفكار وتداخلها بحيث يتشكل المقال الأدبي ...
حواء - عبد الله محمد الجوفي
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى

كان الأستاذ عبد الله أثناء تواجده في القاهرة يفضل أن يتجول راجلا وكان في كل مرة يختار أحد الأحياء الشعبية للتنزه فيه، وكان يعجب بالكثير والكثير، ولكن أكثر ما لفت انتباهه العزيزة حواء، نعم حواء، كانت بارزة بروز الجبال صامدة صمودها، تراها في كل ناصية مفترشة الأرض او متربعة على كرسي متواضع، أو مستخدمة إحدى العربيات (سيارة صغيرة) كمحل كافي متنقل، شاهد الكثير والكثير من رموز الكفاح الإنساني، وفي إحدى جولاته في شارع.... المتفرع من شارع فيصل، وقع نظره على حواء أخرى في الأربعينات من العمر وهي تعمل في مخبزها في درجة حرارة عالية..، كان الأمر في البداية اعتياديا، فكثير من النساء يعملن بجد واجتهاد في كل بقاع الأرض، لكن الملفت هنا حين عاد الأستاذ عبد الله مرة ومرات، لا بل عشرات المرات وهو يمر من نفس الشارع ويلاحظ نفس المخبز ومن فيه وفي أوقات مختلفة من الليل والنهار وفي كل مرة كان يشاهد تلك المرأة وهي واقفة في المخبز بشموخ تتصدى بوجهها للفحات من لهب ذلك المخبز وهي لا تبالي رغم أن أيام النهار كانت في شهر رمضان فتارة يشاهدها تخبز وأخرى وهي تبيع الخبز لزبائنها، فكان يقول لابنه :انظر يا بني ماشاء الله...