اربعينيات غيم - عدي قاسم

سلامً عليكِ في أربعينيات فقدك الذي لا أريد أن أصدقه ولو لوهله فماهي إلى أيام معدودات وستعودين محملةً بكثير من الأخبار التي ستقصينها على مسامعي لأكون طالبك المثالي المنصت لكل حرف تتفوهين به. أما بعد يا غيم .. فإن الساعي إليكِ لن يخونه دربه سيسوقه الله لعقر دارك .. مجروراً من قلبه.. *** غيم أما آن لكِ أن تنهمري على قلبي ذو هذه الأرض التي أصابها القحط والأيام العجاف، هذه الأرض التي مضى على قحطها أربعون يوماً وازادت يوما. لم أجد من ينبئني بتأويل ما سأوجهه وإلا لكنت اذدخرت من حبك ذو سنين الوفرة لهذه الايام. تفاقم حزني إثر غيابك يا غيم ولم أعد باستطاعتي أن أصمد أكثر فإن كنت سأصمد فذلك لأن يقيني ما زال يخبرني بلقائنا القريب ولم يخطئ يقيني من قبل، عندما كنت في العشر الأولى من فقدك كان الجميع يقف بجانبي والجميع يربت على كتفي، وأما الآن فأقف وحدي خالي الوفاض إلا من ذكرياتك والأماكن التي ما زال وميض أساريرك يشع فيها. فج عميق حدث بيننا، توارى نورك من أمامي ذات غفلة من الزمان الشحيح فعودي لتملأيه حتى وإن كان بين الفينة والأخرى ، عودي لتعم أرض قلبي ا...